وكان ابن ادريس قد ولد في غزه عام 150هجريه وبين غزه وعسقلان عاش امه يتيما عامين ,ثم ذهبت به امه الي مكه المكرمه كما ذكرنا في السلسه الاولي وبعد ان استقر في مصر رحل في عام 195هجريه في خلافة الامين الي بغداد وصارت له حلقه علميه في دار السلام تتلمذ عليه فيها الكثيرون ممن اخذوا عنه ,والف الشافعي في هذه الرحله التي دامت عامين كتابه المشهور (الحجه)الذي رواه عنه اربعه من البغداديين الكرابسي والزعفراني وابو ثور والامام احمد بن حنبل .
ولما وصل الي مصر املي فيها في جامع الفسطاط علي تلاميذه كتبه الجديده التي يجمعها كتابه الخالد(الام)الذي حمل مذهبه الجديد وهو المذهب الذي وصل اليه باجتهاده في مصر.
واساس مذهبه ان الاصل هو القران والسنه ثم القياس ثم الاجماع وقد ترك الشافعي الاستحسان الذي قالت به الاحناف والمالكيه بل لقد انكره ولم يقل بالقياس الا اذا كانت علته منضبطه ورد المصالح المرسله وانكر الاحتجاج لعمل اهل المدينه وفتح باب الاجتهاد علي مصراعيه واسعا وهو بذلك يجمع بين فقه مدرسة اهل الراي وفقه مدرسة اصحاب الحديث.
وكتابه الرساله تحمل ابوابه اصول دفاعه عن السنه وحديث الواحد وشروط صحة الحديث والخبر المرسل.
ويقول تلميذه المزني قرات كتاب الرساله للشافعي خمسمائه مرة ومامن مره الا واستفدت بفائده جديده لم استفدها في الاخري.
وبالرساله وضع الشافعي علما كاملا وهو علم اصول الفقه وقدعاصر الشافعي الامام احمد الذي عرف بشدة اعتماده علي الرواية ولقد اذهلته الرساله للشافعي .
وفي اخر ايامه تزوج الامام الشافعي او ولده (دنانير)بعد وفاة زوجته حميده وانجب من دنانير ابنه اباالحسن عام 202هجريه وقد خصص له مرضعه اندلسيه اسمها (فوز)وبذلك كان له ولدان ابوعثمان محمد وابوالحسن وبنتان هما زينب وفاطمه وهؤلاء الذين مات عنهم هذا الامام الجليل.
وفضلا عن الرساله هناك كتاب احكام القران وكتاب اختلاف الاحاديث وكتاب ابطال الاستحسان وكتاب جماع العلم وكتاب القياس وكتاب الرد علي محمد بن الحسن وكتاب اختلاف مالك والشافعي وكتاب ما اختلف فيه ابوحنيفه وابن ابي ليلي عن ابي يوسف وكتاب خلاف بن عباس وكتاب سير الاوزاعي وكتاب مسند الشافعي اما كتاب الحجه فالفه في بغداد .
وهكذا افاد الشافعي الناس والمتعلمين والمثقفين فوائد جليله وقد ظل يكتب ويدرس والمرض يحاصره حتي سقط القلم من يده واستاثرت به رحمه الله تعالي يوم الجمعه التاسع والعشرين من رجب عام 204هجريه الموافق 820م رحمه الل تعال .
والامام الشافعي مدفون بمصر وقد بني عام 608 هجريه القبه الكبيره علي قبرة الملك الكامل الايوبي واجري السلطان قايتباي اصلاحات بضريح الامام الشافعي عام 885 هجريه وجدد قبه الامام الشافعي علي بك الكبير عام 1186 هجريه وبنت وزاره الاوقاف المسجد الحالي عام 1322 هجريه