نتابع السلسله الثالثه من سيرة الامام
وقد قضي الشافعي السنوات الاخيره من حياته في مصر ,ففي يوم الخميس اول ربيع الثاني عام 199 ه الموافق التاسع من نوفمبر عام 814م ,وفد الي مصر من مكه المكرمه عالم قريش وامامها محمد بن ادريس الشافعي ومعه ابنه ابو عثمان محمد ومعه زوجه حميده حفيدة الخليفه عثمان بن عفان رضي الله عنه ثم بنتاه زينب وفاطمه وذلك للاقامه الدائمه في مصر وكان في ركبه تلميذه ابوبكر الحميدي.
وكانت شهرة الامام ملء الاسماع والبقاع فالعالم الاسلامي كله يذكره بالخير والتقدير والاكبار.....
وصادف دخوله الفسطاط دخول نائب والي مصر الجديد الامير العباسي عبدالله بن العباس بن موسي وكان الخليفه المأمون قد ولي العباس بن موسي علي مصر فبعث ابنه عبدالله الي الفسطاط نائبا عنه في حكم البلاد فدخلها في اليوم الذي دخلها فيه الشافعي
ونزل بن ادريس فيها علي اخواله من الازد ثم كان في ضيافة عبدالله بن عبد الحكم القرشي وهو صديقه وزميله في طلب العلم في حلقة الامام مالك رضي الله عنه في المدينه المنوره.
واخذ الامام يتردد علي جامع الفسطاط للصلاه وحضور حلقات العلم وكان ابو رجب الخولاني يتولي امامة الجامع العتيق وكان الشافعي يصلي خلفه وبقول فيه:ماصليت خلف احد اتم صلاة من ابي رجب.
وبدأ الالمام يجلس في جامع الفسطاط في حلقه علميه خاصه به .
وتعهدت الامام بالبر والرعايه السيدة نفيسه بنت الحسن الانور حفيدة زيد بن الحسن بن علي ,وكانت هاجرت الي الفسطاط عام 193 هجريه واقامت فيه فرارا من اضطهاد العباسيين للبيت العلوي ,وظلت في مصر هي وزوجها اسحق بن الامام جعفر الصادق رضي الله عنهم وعاشت بالفسطاط خمسة عشرعاما الي ان وافاها الاجل عام 208 هجريه وكانت حفاوتها بالامام لا تعادلها حفاوه.
وراي الناس عالما من قريش يجلس بينهم يعلم ويصلي فلا يرون احسن صلاة من صلاته ويتحدث فلا يسمعون اعذب حديثا نت حديثه مع صباحة وجهه وواسع كرمه وعلو كعبه فافتتنوا به وواظبوا علي الجلوس في حلقته0
وخف الي جامع الفسطاط الي مجلس بن ادريس (البويطي,والربيع الجيزي,والمزني,والربيع بن سليمان المرادي.....)
زاتسعت حلقة الامام اتساعا كبيرا فكان يلقي محاضراته في الفقه واصول التفسير والحديث وفي اللغه والادب وكان يبدا دروسه بالقران وتفسيره ثم بالحديث وعلومه ثم بالفقه واصوله ثم بالعربيه وعلومها.
وكان يقول من تعلم القران عظمت قيمته ومن كتب الحديث قويت حجته ومن نظر في الفقه نبل قدره ومن نظر في اللغه رق طبعهومن نظر في الحساب جزل رايه .
وكان الامام يذكر مكه المطهره في شوق كبير اليها ويذكر امام بغداد احمد بن حنبل بالشوق والحب ويقول لقد وعدني احمد ان يقدم الي مصر .
والي اللقاء في السلسله الرابعه ان شاء الله ذلك