■ مسئول أمني مصري رفيع
المستوى: مصر لديها خلايا نائمة في إيران وسوف تستمر في "تجنيد العملاء الذين
يفعلون كل ما يطلب منهم"
■ أولويات مصر في الملف الفلسطيني: إضعاف حماس ودعم عباس
■ دعم حكومة المالكي أفضل وسيلة للقضاء على النفوذ الإيراني
■ الرئيس مبارك أقنع الملك عبد الله عاهل السعودية بـ"عدم البحث عن رجل
آخر" والاستمرار في دعم المالكي
■ مسئول أمني مصري رفيع المستوى يتفاخر أمام باتريوس بأن مصر هي من أضعفت حماس
بقطع المال والسلاح عنها
■ مسئول أمني مصري رفيع المستوى يطلب من باتريوس عدم الانسحاب من العراق "لأن
ذلك سيقوي النفوذ الإيراني"
■ مسئول أمني مصري رفيع المستوى: الضغط على حماس بقطع السلاح، وعلى إيران بالخلايا
المصرية، وعلى حزب الله بدعم الحريري، وعلى سوريا سيجبر كل هذه الأطراف على اتخاذ
"مواقف أكثر مرونة"
نص الوثيقة بالغة العربية:
السفارة الأمريكية في مصر
الصراع العربي الإسرائيلي
سري
الموضوع: مقابلة الجنرال ديفيد باتريوس، قائد القوات الأمريكية والدولية في
أفغانستان والعراق مع مسئول أمني مصري رفيع المستوى
المرسل: السفيرة مارجريت سكوبي
1- النقاط الرئيسية:
- تمت المقابلة في 29 يونيو بين الجنرال باتريوس، ومسئول أمني مصري رفيع المستوى.
كان موضوع المقابلة هو استعراض وجهة نظر المسئول الأمني المصري فيما يخص كل من
العراق، وإيران والجهود المبذولة بشأن إتمام المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية.
- فيما يخص العراق، وصف المسئول الأمني المصري رفيع المستوى موقف القادة العرب
بأنه "موقف جديد" ينطوي على دعم لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي،
وذلك بعد ما حدث في الانتخابات الإيرانية، كما أكد أن خطة مصر هي زيادة التعاون مع
الحكومة العراقية.
- يعتقد المسئول المصري رفيع المستوى أن الانتخابات الإيرانية، وهزيمة حزب الله في
الانتخابات اللبنانية فرصة جيدة لتقليل التدخل الإيراني في المنطقة، بما في ذلك
تحسين علاقة سوريا بالعالم العربي.
- على صعيد المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، كان المسئول المصري رفيع متشائما ويظن
أنه من الصعوبة الوصول لاتفاق، إلا أنه وعد بأن مصر "لن تيأس" وستستمر
في جهودها للتقليل من سطوة حماس، بما في ذلك منع المال والسلاح من الدخول إلى غزة.
التفاصيل:
العراق: مد اليد العربية
2- قال مسئول أمني مصري رفيع المستوى أن الدول العربية تحاول إيجاد سبل
لـ"دعم رئيس الوزراء المالكي" في هذه الفترة الحرجة بالعراق. وقد شكر
الجنرال باتريوس مصر لدعمها الحكومة العراقية، بما في ذلك تعيين سفير مصري للعراق
وتشجيع الدول العربية على "مد يد الصداقة" للعراق. أما عن تعليمات
الرئيس مبارك، فقد شرح المسئول الأمني المصري أن مصر ستعتمد زيادة التعاون مع
العراق على المستويات السياسية، والأمنية والاقتصادية.
3- يقول المسئول الأمني المصري أن الموقف العربي قد تغير بعد ما حدث في الانتخابات
الإيرانية. ويعتقد أن القادة الإيرانيين سيغيرون من سلوكهم تجاه الدول المجاورة
وستتغير سياستهم في "دعم الإرهاب" في الخارج، وسيضطرون للتركيز على
قضاياهم الداخلية. فإيران الآن ليس لديها الإمكانية "لتحدي المجتمع
الدولي" كما يرى المسئول المصري. التحدي الذي نواجهه، بحسب قول المسئول
الأمني المصري، هو "إعادة العراق مرة أخرى للعالم العربي" وتعزيز الدعم
للمالكي. ويقول المسئول المصري بأن الرئيس مبارك أخبر الملك عبد الله عاهل السعوية
بـ"ألا يبحث عن رجل آخر"، وعليه القبول بالمالكي كزعيم عراقية ودعمه.
إيران: الانتخابات والفرص الجديدة المتاحة أمام العرب.
أكد المسئول الأمني المصري أن مصر تعاني من التدخل الإيراني، وذلك من خلال حزب
الله وحماس، ودعم إيران للجماعة الإسلامية والأخوان المسلمين. ستواجه مصر التهديد
الإيراني، كما يقول، وذلك من خلال مراقبة عملاء إيران في كل من حماس وجماعة
الأخوان المسلمين، إلى جانب الخلايا المصرية التي تدعم تحسين العلاقات بين سوريا
والعالم العربي، ما من شأنه التقليل من النفوذ الإيراني في المنطقة. وقد قال
المسئول المصري رفيع المستوى بأن هناك "تغير طفيف" في السياسة السورية
في علاقتها بالعالم العربي، وأضاف أن الملك عبد الله يتفق معه في هذا الرأي، ويخطط
لزيارة دمشق في وقت قريب لـ"المساعدة في تغيير السياسة السورية".
- توقع المسئول المصري أن هزيمة حزب الله في الانتخابات البرلمانية سيلزم الحزب
بأن "يلزم الصمت لفترة" وذلك لاحتياجهم لبناء دعم داخلي وتغيير التصور
بأن حزب الله "أداة في يد قوى خارجية". ومع اضطرار إيران للتركيز على
القضايا الداخلية، كما يقول المسئول المصري رفيع المستوى، فإنها فرصة جيدة لإحداث
تغيرات داخل لبنان والتقليل من النفوذ الإيراني. ستدعم مصر حكومة سعد الحريري،
والجيش اللبناني، وهذا ما أكده المسئول نفسه.
- يقول المسئول الأمني المصري أن إيران التفتت لتحذير مصر من الخلط بين قضاياها
الداخلية ودعم جماعات كالأخوان المسلمين. وقد تلقى "رسالة إيجابية جدا"
من رئيس المخابرات الإيرانية تؤكد أن إيران لن تتدخل في الشأن الداخلي المصري.
تخطط مصر بأن تظل كامنة داخل إيران "في الوقت الحالي" إلا أنها ستستمر
في تجنيد عملاء "ينفذون ما يطلب منهم" في حال ما إذا أصرت إيران على
التدخل في السياسة المصرية. وأضاف المسئول الأمني المصري: "نأمل أن تتوقف
إيران عن دعم حماس وجماعة الأخوان المسلمين وخلايا أخرى داخل مصر، لكن إذا لم يحدث
ذلك، فإننا مستعدون". قال المسئول الأمني المصري رفيع المستوى أن الرئيس
الإيراني أحمدي نجاد كان يريد حضور مؤتمر كتلة عدم الانحياز في مصر في شهر يوليو.
وإذا حضر بالفعل، فإن الرئيس مبارك سيقابله ويشرح له بوضوع أن التدخل الإيراني في "القضايا
العربية" أمر غير مقبول. وأكد المسئول المصري رفيع المستوى: "نحن
مستعدون لعلاقات جيدة مع إيران، فقط إذا توقفت إيران عن التدخل في شئوننا وأقلعت
عن دعم الإرهاب في المنطقة".
- بسبب المشاكل الداخلية، فإن المسئول الأمني المصري يعتقد بأن إيران ستحاول السعي
لتحسين علاقاتها مع العالم العربي وتتوقف عن تطوير برنامجها النووي لفترة، ذلك
لتتجنب الحرب. كما توقع أن إيران ستحاول أن تدعم مزيدا من "التوازن" بين
دعم حماس وحزب الله، وستحاول أن تبني علاقات أفضل مع العرب. عبر المسئول المصري عن
قلقه من أن النفوذ الإيراني في العراق يمكن أن يستشري بعد إعادة انتشار القوات
الأمريكية خارج المدن العراقية تمهيدا لانسحابها. إلا أن الجنرال باتريوس أشار إلى
أن هناك 130,000 من القوات الأمريكية ستظل موجودة في العراق، وأن الانسحاب سيتم
بالتدريج، وقال الجنرال باتريوس أنه واثق من قدرة العرب على احتواء النفوذ
الإيراني في حال ما إذا دعموا الحكومة العراقية بقوة.
المصالحة الفلسطينية/ الفلسطينية، وإسرائيل:
قال المسئول الأمني المصري رفيع المستوى أن الثلاثة أهداف الرئيسية فيما يخص الملف
الفلسطيني هي استعادة الهدوء في غزة، إضعاف حماس، وبناء دعم شعبي للرئيس الفلسطيني
محمود عباس. فيما يخص غزة، قال المسئول المصري أن مصر تعمل مع إسرائيل لتوصيل
المعونة الإنسانية وكانت مصر تحث إسرائيل على السماح بمزيد من الإعانات الإنسانية
داخل غزة. كما أضاف المسئول الأمني المصري أنه مازال يسعى للوصول إلى اتفاق تهدئة
بين حماس وإسرائيل، وأشار إلى أن افتقار إسرائيل لاستراتيجية داخل غزة ورغبتها في
أن تظل حماس تحت الضغط حال دون اتمام الاتفاق. أما بشأن إضعاف حماس، فيقول بأن مصر
أوقفت دخول المال والسلاح إلى غزة.
يقول المسئول المصري رفيع المستوى: "حماس تشعر بأنها تفقد كل قدراتها"، بما
أنهم غير قادرين على إعادة تسليح أنفسهم من خلال شبكة الأنفاق الموجودة على الحدود
بين مصر وغزة. الضغط، خاصة بنجاح مصر في تفكيك شبكة دعم حماس، ربما يجبر حماس على
تبني مواقف "أكثر مرونة" من السابق.
- يؤكد المسئول الأمني المصري بأنه يجب أن يعتقد الفلسطينيون أن عباس قادر على
تأمين دولة فلسطينية، وأشار إلى تطورات إيجابية جديدة في الضفة الغربية، بما فيها
تطوير قوات الأمن الفلسطيني وإزالة بعض نقاط التفتيش الإسرائيلية لتسهيل التجارة
والحركة. عبر المسئول المصري رفيع المستوى عن قلقه من استمرار النشاط الاستيطاني، وخطابات
رئيس الوزراء الإسرئيلي الأخيرة والتي تتسم بالراديكالية، وعدم التطوي الكافي
للاقتصاديات في المناطق الفلسطينية، وقال أن ذلك من شأنه أن يقلل من فرص استمرار
محادثات السلام. أضاف المسئول المصري أن الرئيس مبارك ربما يدعو نتانياهو وعباس
للقارة في حال ما إذا تعثرت مفاوضات السلام.
- قام المسئول المصري رفيع المستوى بإطلاع الجنرال باتريوس على مجهوداته من أجل
المصالحة الفلسطينية. إلا أن الوصول لمصالحة مازال صعبا، كما أشار، حيث أن لا حماس
ولا فتح يريدون الوصول لاتفاق. وقال أن الفصائل الفلسطينية الآن في مصر لمناقشة
إطلاق سراح المحتجزين. إلا أن المحادثات وصلت إلى طريق مسدود، إذ أن حماس قد جمدت
المصالحة حتى يطلق عباس سراح المحتجزين الحمساويين في الضفة الغربية، وعباس لن
يقبل بذلك أبدا كما قال المسئول المصري رفيع المستوى.
كما شكك المسئول الأمني المصري في احتمالية الوصول لاتفاقية في 7 يوليو كما أعلنت
مصر من قبل، وتوقع أن المحادثات سيتم تجميدها لشهر أو شهرين. بالرغم من التحديات
والإحباطات، فإن المسئول الأمني المصري وعد بأن مصر "لن تيأس" من
المصالحة الفلسطينية وقال: إنها صعبة.. لكنني دوما متفائل. ثم أكمل: أعتقد بأنني رجل
صبور، إلا أن صبري بدأ ينفد.
سوريا، اليمن،
- عبر المسئول الأمني المصري رفيع المستوى عن أمله بأن تقوم سويا بتحسين علاقاتها
مع العالم العربي والولايات المتحدة الأمريكية وتتوقف عن القيام بدور "حبل
النجاة الإيراني" في المنطقة. كما أكد أن سوريا يجب أن تتعاون مع العراق
لتأمين الحدود والسيطرة على تدفق المقاتلين. كما أضاف المسئول الأمني المصري أن
على سوريا أن تسقط فكرة حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي قبل حل المشكلة مع سوريا،
وعليها أن تتوصل لاتفاقية بشأن هضبة الجولان مع إسرائيل.
- عبر المسئول الأمني المصري عن قلقه بشأن عدم الاستقرار في اليمن، وقال أن مصر
بذلت جهدا لمساعدة علي عبد الله صالح، الرئيس اليمني، بما في ذلك تقديم معلومات عن
الدعم الذي تقدمه إيران وقطر لجماعة الحوثيين. كما أشار الجنرال باتريوس لجهود
الولايات المتحدة الأمريكية لدعم قدرات اليمن لمحاربة المتطرفين. فيما يخص الشأن
الباكستاني، قال الجنرال باتريوس أنه يثمن العملية العسكرية الباكستانية في إقليم
سوات وفي الإقليم الشمالي الغربي على الحدود بما في ذلك إعادة إعمار المناطق
المنكوبة. وقد عبر المسئول المصري رفيع المستوى عن تقديره لجهود الحكومة الباكستانية
لإقناع الناس بأن المتطرفين يشكلون خطرا حقيقيا على أمن باكستان القومي. في الشأن
الأفغاني، شدد الجنرال باتريوس على أهمية وقف دوامة العنف، وتحسين نظم الحكم بعد
الانتخابات الأفغانية الكائنة في 20 سبتمبر.
قام الجنرال باتريوس بمراجعة هذه الوثيقة.