اتكلم عن شاعر لم ياخذ حظه من الشهره بما فيه الكفايه واعتقد ان الكثيرين يجهلون هذا الشاعر واتكلم هنا عن حياته فحياته تصلح لتكون حكايه خرافيه لا تصدق ولا يستوعبها عقل فهذا الشاعر عاش من التجارب ما يساوي الف عام رغم ان عدد سنوات حياته لم يتجاوز 27 عاما عاش في مغاره بجبل المقطم وفي بدروم تحت الارض وصفه احد اصدقائه بانه يشعر بداخله بانه يستنشق هواء قد سبق تنفسه عاش في حجره مخصصه للدجاج فوق سطح احد المنازل وعلي ارصفة القاهره كاي صعلوك متشرد0
ولم تكن نهايته باقل غرابه وقسوة من حياته فقد لقي مصرعه امام قطار في اجازة عيد الاضحي .
كان الشرنوبي شخصا معذبا سيئ الحظ يحيا حياة مرتبكه قلقه تبدو صاخبه ملونه غير ان حقيقتها خاويه تعسه0
ولد في مدينة بلطيم الساحليه بمحافظة كفر الشيخ في 26 مايو 1924م نشا محاطا بالماء من كل الجهات البحر المتوسط وبحيرة البرلس وبحيرة تيرة كان اليابسه المحاطه بالزرقه كانت تقوده للمجهول منذ طفولته كانها اشعرته انه لايقف علي ارض صلبه وان كل شيئ قابل للغرق 0
اتم حفظ القران وهو في العاشره من عمره وسلك التعليم الازهري حتي حصل علي الثانويه الازهريه من المعهد الاحمدي بطنطا عام 1924م ولكن العام نفسه شهد بداية فشله وبوادر شعوره بالضياع فقد فشل في الالتحاق بكليه دار العلوم ورغم انه اجتاز الاختبار التحريري بنجاح الا انه فشل وهو الذي يحفظ القران عن ظهر قلب في اجتياز الاختبار الشفهي للقران الكريم دون سبب واضح سوي ان استاذ الشريعه المشرف علي الاختبار راه غير لائق 0
كان هذا الموقف نقطه تحول جوهريه في وجدان الشرنوبي وظل من بعده مرتبكا غير مستقر في دراسته او مهنه الي ان واجه قدره والتحق بكليه اصول الدين ولكنه تركها بعد سبعة شهور 0
بعد ذلك عاد الي بلطيم ليعمل مدرسا ابتدائيا لفتره ولكن سرعان ماترك عمله ايضا مصابا بجرح عميق في قلبه لان ابناء عمه رفضوا تزويجه باختهم التي هام بها عشقا جاء الرفض ليقضي علي كل امل متبق لديه فهجر بلدته تاركا كل شيئ واختار ان يكمل حياته في القاهره 0
وعندما حاول من جديد الالتحاق بكلية دار العلوم واجه نفس الفشل وعلي يد نفس الاستاذ التحق بكليه الشريعه ثم تركها ايضا .
ولكي يجد قوت يومه عمل لفتره مدرسا بمدرسه اجنبيه للفتيات ولكنه لم يلتزم بمواعيد الحضور والانصراف ففصل منها.
في كل هذا كانت ملكة الشعر تقوده وكان يكتب بغزاره حتي ان قصائده من الشعر الحر والنثور التي تركها كونت مجلدا ضخما نشر بعد رحيله قارب عدد صفحات مجلده 700 صفحه كما كتب قصصا قصيره وازجالا ومسرحيات فضلا عن اغنيات بعض الافلام الشخص الوحيد الذي حاول انتشاله من ضياعه كان كامل الشناوي الذي تعاطف معه بشده واوجد له وظيفه كمصحح في جريدة الاهرام ولم يمهله القدر ليستقر فيها.
ظل يكتب ويتصعلك ويسكن في اماكن لا تصلح للحياه الادميه الي ان اتي القطار علي جسده الهائم ليودع عذاباته في ال 27 من سبتمبر عام 1951في ليلة عيد كان هو واحد من اضحياتها.