وثائق ويكيليكس 3

كشفت إحدى الوثائق الأمريكية التي سربها موقع "ويكليكس"
عن رسالة سرية أرسلتها السفيرة الأمريكية الحالية في القاهرة مارجريت
سكوبي لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، استعرضت فيها توقعاتها
لانتخابات الرئاسة المصرية المقررة في 2011، إضافة إلى عرض مفصل عن الرئيس
المصري حسني مبارك ورؤيته الشخصية للعديد من القضايا.
وجاء في البرقية التي نشرتها صحيفة "الجارديان" البريطانية
الجمعة 10-12-2010 أن سكوبي بدأت رسالتها المؤرخة في 19 مايو 2009 بالقول
إن "زيارة الرئيس مبارك الأخيرة للولايات المتحدة كانت في أبريل 2004، وهي
الزيارة التي كسرت عادة سنوية حافظ عليها الرئيس مبارك طوال عشرون عاماً،
وهي عادة زيارة البيت الأبيض".
وأضافت أن "المصريين يرون أن زيارة الرئيس المرتقبة
لواشنطن ستكون بداية عهد جديد في العلاقة بين القاهرة وواشنطن، يعود فيها
الاحترام المتبادل بين البلدين، والذي يعتقد المصريون أنه تضائل خلال
السنوات الأخيرة".
وتابعت: "يريد المصريون أن تكون تلك الزيارة دليل إثبات
على أن مصر لا تزال الحليف العربي الذي لا يمكن الاستغناء عنه للولايات
المتحدة، فالرئيس مبارك زعيم يفتخر بنفسه وبأمته، وهو يستمد ذلك الثقل من
خبرته الطويلة في الحكم وفي القضايا السياسية الإقليمية".
وقدمت سكوبي في رسالتها معلومات عن مبارك، قالت فيه "يبلغ
الرئيس مبارك 81 عاما وهو في صحة جيدة، إلا أنه يعاني من مشكلة في السمع
في أذنه اليسرى، ويقدر مبارك جيداً الاحترام الذي تحظى به مصر واحترام
منصبه، إلا أنه لا يتأثر بالنفاق الشخصي كما يدعم ملاحظاته بحكايات وقصص
توضح خبرته الطويلة بالإضافة إلى حسه الفكاهي".
وأوضحت أنه "خلال سنوات حكمه الثمان والعشرون، نجا مبارك
من ثلاث محاولات اغتيال، حافظ على السلام مع اسرائيل، صمد أمام حربين في
العراق وفترة عدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة منذ 2003، كما واجه
الركود الذي يصيب الاقتصاد بشكل متقطع، إلى جانب أنه سيطر على التهديدات
الإرهابية الداخلية".

شخصية كلاسيكية

وتواصل
سكوبي وصفها لمبارك قائلة إنه "شخصية مصرية كلاسيكية يكره المتطرفين
دينياً وتدخلاتهم في السياسة، وتمثل جماعة الإخوان المسلمين بالنسبة له
الأسوأ، فهم لا يتحدون فقط نظام مبارك، بل رؤيته وقناعاته فيما يتعلق
بمصالح مصر".
وفي الجزء المخصص لموضوع الخلافة في مصر، كتبت سكوبي في
رسالتها "من المقرر إجراء انتخابات الرئاسة في 2011، وإذا كان مبارك حياً
فسيخوض تلك الانتخابات، وحتما سيفوز، وعند سؤاله عن الخلافة، يقول مبارك
إن تلك المسألة يحكمها الدستور المصري. فعلى الرغم من انتشار النقاشات
الخلفية عن تلك القضية، إلا أنه لا أحد في مصر يعلم من سيخلف مبارك أو تحت
أية ظروف سيتم ذلك".
الأكثر ترجيحا لخلافة الرئيس مبارك –بحسب الوثيقة- هو نجله
جمال الذي يتنامى دوره في الحزب الحاكم بشكل كبير، بينما يشير البعض إلى
إمكانية قيام اللواء عمر سليمان مدير المخابرات بترشيح نفسه، كما يشير
آخرون إلى الحصان الأسود عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية.
وعن جمال قالت سكوبي "الصورة المثالية التي يرسمها الرئيس
مبارك للقائد الصارم العادل لا تنطبق على جمال نظراً لافتقاده الخبرة
العسكرية، وهو ما قد يفسر تحفظ مبارك في الحديث عن موضوع الخلافة. ففي
الواقع يضع الرئيس مبارك ثقته في الله وفي قوات الجيش المنتشرة وقوات
الأمن لضمان عملية انتقالية سلسلة".
ووصفت سكوبي في رسالتها الرئيس مبارك قائلة "إنه واقعي،
حذر ومحافظ بالفطرة، وليس لديه الوقت الكافي لتحقيق الأهداف المثالية، إن
الرئيس مبارك يصف الرئيس جورج بوش بأنه ساذج، يسيطر عليه مرؤوسيه".

رأيه في قضايا المنطقة

وحول
رأيه في العراق ما بعد الحرب، قالت السفير في رسالتها إن "مبارك يعتبر بوش
غير مهيأ للتعامل مع عراق مع بعد صدام، خاصة في ظل تنامي الدور والتأثير
الإيراني في المنطقة (...) في عدة مناسبات، عبر مبارك عن أسفه تجاه الغزو
الأمريكي للعراق وإسقاط صدام، وبطبيعة الحال اعتبر أن مصر ليست مثل صدام
فهو لا يجد ما يزعجه في ذلك، إلا أنه حريص على أهمية العراق ومصر في
مواجهة إيران، ولا يزال عند رأيه بأن العراق في حاجة إلى رجل عسكري قوي
وصارم، وعادل في قيادته. ونحن نعتقد أن هذا الرأي يوضح رؤية مبارك لنفسه
كحاكم صارم وعادل يضمن الحاجات الأساسية لمواطنيه".
وأضافت سكوبي إن "أكثر الموضوعات التي يمكن من خلالها فهم
رؤية الرئيس مبارك ونظرته للعالم من حوله، هو موضوع المطالبات بوجود
منافسة سياسية حقيقية في مصر وخفض سيطرة الأمن على البلاد، وبشكل أكيد،
فإن نظرية الكشف عن الأسماء المتورطة في السنوات الأخيرة جعلته أكثر تمسكا
برفض الالتفات لوجهة نظرنا".
وأردفت قائلة: "ومع ذلك، فإنه سيكون أكثر استعداداً للنظر
في الأفكار والخطوات التي من الممكن أن تسمح بحوار مجتمعي محدود، ففهمه
لبلده والمنطقة من حوله يدفعه إلى توخي أقصى درجات الحذر، ولقد سمعناه
يعبر عن أسفه تجاه نتائج الجهود التي بدأتها الولايات المتحدة للإصلاح في
العالم الإسلامي".
وللتدليل على صحة رؤيته-بحسب الوثيقة- دائماً ما يشير
الرئيس مبارك إلى ما حدث في إيران، حيث طالبت الولايات المتحدة شاه إيران
باجراء إصلاحات، فما كان إلا أن وقعت البلاد في أيدي المتطرفين الثوريين،
وأينما وجدت جهود الولايات المتحدة من أجل الإصلاح، فهو يشير إلى الفوضى
وغياب الاستقرار.
سكوبي قالت في رسالتها "بالإضافة إلى تحذيراته المتعلقة
بالعراق، فهو دائماً ما يذكرنا بتحذيراته من إجراء انتخابات فلسطينية في
2006 والتي جلبت حماس إلى عتبة داره، والآن نحن نفهم مخاوفه من أن باكستان
على حافة السقوط في أيدي طالبان، فهو يلقي ببعض اللوم على الولايات
المتحدة التي أصرت على بعض الإجراءات التي أدت إلى إضعاف سلطة الرئيس
الباكستاني برويز مشرف".

وعن السودان أوضحت سكوبي رؤية مبارك قائلة "على الرغم من
أن مبارك على يقين بأن الرئيس السوداني عمر البشير قد ارتكب الكثير من
الأخطاء، فإنه لا يمكن أن يدعم جهود إزاحته عن السلطة".

بارك الله فيك

شكرا لك اخي
معلومات جميله اعجبتني

» وثائق ويكيليكس 4
» وثائق ويكيليكس 5
» وثائق ويكيليكس 6
» وثائق ويكيليكس 7
» وثائق ويكيليكس 8