( العمر أقصر من قصيدة )
شعر : نافع سلامة
كُتبت واهديت إلى الشاعر العربي الكبير : عبدالعزيز سعود البابطين ... الكويت / 26/ 12 /2009
إِلى رجلٍ تحـنُّ لـه القوافـي .. ويهطل من سماء الشعر نيـلا
وتعرفه الحروف مع الفيافـي .. أمينـاً راعيـاً سمحـاً نبيـلا
تعهـد للقصائـد ذات فـجـرٍ .. فأولى الحرف شرياناً أصيـلا
أنا الولد الذي رضع الأمانـي .. وآخى الفجر مشـواراً طويـلا
يوزِّع في حنايـا الصبـحِ ودا .. وطهرا ناصعاً غضـاً جميـلا
ويزرع في رواحي الليلِ نـورا .. ويمضي باسما حـرَّا أسيـلا
تواطأ ضدَّ عمري اليـوم ليـل .. وقيد حزَّ في روحـي الفتيـلا
فأغرق في بحورٍ مـن رمـادٍ .. وأطفو فـوق ذاكرتـي قتيـلا
أُلملِم بعض أشلائي وبعضـي .. تهاوى تحت أوجاعـي عليـلا
وما يئِستْ عيونُ القلب لكـن .. أيادي الليل كم تأبى الرَّحيـلا
أجدِّف في ليالِي التِّيه صبـرا .. وأشرب دمعتي كاسـاً بديـلا
ويأتي الليل بعد الليل يقسـو .. فأمسى الصَّبر جثمانـاً نحيـلا
يطاردهُ الشِّتاء إِلـى خريـفٍ .. فأضحى بعـد بستـانٍ وبيـلا
كمن دارت عليه الرُّيح حـولا .. وما أبقـتْ نخيـلاً أو فسيـلا
اُخبئ عن مرايا النَّاس وجهي .. وعن عقلي متاهـاً مستحِيـلا
وأهرب حيث خطواتي هـلاَكٌ .. وأجلس تحت أحزانـي مقيـلا
ويا وجع القصائد في حشايـا .. تنـزُّ عيونهـا لهبـاً غليـلا
حبيسٌ عن حياةٍ لـي وأمًّـي .. أضاجع غربتـي ليـلاً وقيـلا
فتنجب في مساء الجرح روحي .. أنينـاً أبكمـا أعمـىً ثقيـلا
اُقلب في فضاء الشّعـر قلبـي .. لعلّ الشّعـر يؤنِسنـي قليـلا
فيا نهراً منَ الألحان قـل لـي .. أنسيانـاً اُنــادم أم خلـيـلا
فقد شابت مسامي من جراحي .. وصار الليـل إدمانـاً ضلِيـلا
على مثلي يجوز الخوف عاما .. وإني لا أَخـاف علـيّ ميـلا