بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله
لا أريد أن أقول شيئا يسوء شخص العزيز - مصطفى الجزار - ولا ملامح شاعريته فلطالما تعرفت على شخصه الانسان وشاعريته الغضة فهو واحد من الشباب المفعمين بالشعر - لا ريب في هذا- واعتقد أن ذات ملتقى قلت في هذه القصيدة قولا ما ربما في ملتقى المجد الثقافي .. لكنها وإن كان يصفق لشاعريتها - القصيدة - فاعتقد أنها لا ترقى كثيرا للمنافسة في محفل أمير الشعراء ولا ترقى كذلك لأن تكون شعرا توجيها أو من شعر الحكمة وهذا من عدة جوانب ... الأول : أن الشاعر هو القوي وقت الضعف والسراج حين العتمة و الحضور حين الافتقاد فإذا كانت القصيدة تتكلم عن واقع عربي ملموس ومحسوس فهي كذلك تدعم هذا الواقع المتدني و تمهد كثيرا للقبول به ... والقولبة التي أرادها الصديق مصطفى الجزار من وراء الرمزية التاريخية البطولية ( عبلة ، عنترة ) واسقاطها على الحاضر المحتل الهسيس غير موفقة في جوهرها وان بدت ظاهريا ملفتة للانتباه وهو أن عنترة العبسي قد وقع في الاسر ودخل السجن و نيل منه كثيرا حتى أصبح عنترة البطل الهمام فلماذا لا نعطي الحاضر فرصة لكي يخرج من أسره وحصره ليثبت أنه عنترة ؟ أذهبُ كثيرا للتفكير في كيان شاعر العروبة والمقاومة الكبير الفلسطيني/ محمود درويش - رحمة الله - وهو الماثل بين فكي الاحتلال ورغم ذلك وقف شامخا وقال ( سجل أنا عربي ) هذا التأصيل والترسيخ للهوية في صميم الجرح وقلب الضعف داخل بؤرة الاحتلال ماذا نقول عنه !!؟ هذا هو ما نستطيع أن نقول عليه الجانب الثاني :وهو شحذ وشحن الهمم بالتماسك وقت الانهيار والتغني وقت الاقتدار فإذا ذهبنا معشر الشعراء والنقاد والقراء مع القصيدة على أنها كيانا كبيرا لابد وان نسمع له ونصغي ونقيم له اعتبارا فهذا من أول معانيه أن نتخلى عن هويتنا الشعرية في قول الشعر وفي الاستماع له وفي العمل بحمته وارشاده فأول ما كان عنترة كان شاعرا فلماذا لم يطلب من عنترة أن لا يقول الشعر ؟ ... هذا في معنى القصيدة العام مضمونا أما عن فنيات القصيدة و أدوات الشاعر فيها فإن كان بها الكثير من البراعة فأيضا عليها الكثير من المآخذ والنقد ...
ثم دمتم طيبين