اسس الرياضي والفيلسوف اليوناني فيثاغورس مدرسة فلسفية ترى جوهر الاشياء في العدد وان الجانب الكمي هو لب الحقيقة وان دراسة الاعداد قد تعلل طبيعة الكون.
وفي تقصيهم للنسب في الطبيعة اكتشفوا قوانين الاوتار المتذبذبة وان الاوتار التي اطوالها 1:2:3:4 تصدر كافة فواصل الانغام المؤتلفة (التي تستطيبها الأذن) فكان في حقيقة ان انغام الموسيقى جوهرها العدد تأييدا لمقولتهم.
وقد درس الفيثاغوريون ما يعرف بالاعداد المنطقة او النسبية (أي التي يمكن تمثيلها كنسب بين عددين).
وقد استخدموا الهندسة ايضا في دراساتهم للنسب الطبيعية. وكان أحد الأعداد التي لم يتمكنوا من تحديدها بدقة النسبة بين محيط الدائرة وقطرها والتي نسميها الآن (ط) . وتدعى الاعداد الشبيهة بهذا العدد اعدادا لا نسبية أو صماء لاستحالة تمثيلها كنسبة بدقة تامة. وكان اكتشاف الأعداد الصماء (اللانسبية) صدمة اثارت اهتياج الفيثاغوريين حتى ان الرياضي الذي وصف ذلك المفهوم أول مرة هدد بالقتل.
ومن النسب التي استرعت اهتمام الفيثاغوريين نسبة القطع الامثل (النسبة الذهبية) والتي تعادل تقريبا1: 0,618 تقريبا ، تتمثل في الطبيعة في لوالب المحار وصفوف تويجات الأزهار. وقد استخدمها الناس منذ الاف السنين إذ لحظ الباحثون ان المباني والرسوم المصممة طبقا للنسبة الذهبية تبدو أبهج وأمتع لعيون الناظرين. وكذلك تبدو الموسيقى متآلفة ومطربة عندما توزع الفواصل الزمنية لمقاطعها المختلفة بهذه النسبة.
وما زالت هذه النسبة تستأثر باهتمام العلماء، ويتوقع الكثيرون منهم في السنوات القليلة القادمة اكتشاف تواجد هذه النسبة داخل الانماط المرمزة في د ن أ البالغ الأهمية في تركيب الكائنات الحية.