تقاليد لابد من تغييرها
اعلب البيوت يستقبل رمضان بقلق لان ميدان التجاره يغزوه الكساد وميدان الزراعه يغزوه الجفاف والاسعار جانحه الي الغلاء وتقاليد المسلمين جعلت شهر رمضان شهر طعام وجعلت النفقه فيه اربي من غيرها في سائر الشهور
لنكن صرحاء ولنقل ان علي المسلمين تغيير تقاليدهم القائمه علي الاسراف ويجب ان تعود صبغه العباده لشهر العباده وان يبرز في الصيام معني الجهاد والقدره علي مقاومة شتي الرغبات
فمن صرعيهم عادة التدخين ان ينتهزوا الفرصه فيقلعوا عنها اما بارادة قاهره ناجحه واما بتدرج مقرون بالعزم
ومن يغلبهم الفتور في الدراسه او في الانتاج ان يتعودوا القراءه والتدبر والاجاده المثمره لكل عمل
ان البيت الاسلامي يقوم علي اعداد الطعام لاهله وليست مهمته ان يكون عادات البطنه والتشبع او ان يدخل في منافسات ماديه سفيهه لتقديم الاشهي والاغلي
والظروف السياسيه والعسكريه التي تمر بها امتنا تفرض علينا الوانا من التقشف لا الوانا من اللذات
كان البيت الاسلامي الاول ينشئ الاخلاق الزاكيه والعبادات الوضيئه ويرعي اصول الفضائل حتي تزهر كما ترعي الارض الطيبه البذور الجيده حتي تصير حبوبا وفواكه
وكان الفتيات والفتيان يشبون علي اقام الصلاة وايتاء الزكاة وقول الحق ورعاية العهود والامانات فكان البيت بهذه الوظيفع الرافد الاول لكجتمع راشد طاهر يامر بالمعروف وينهي عن المنكر
وكان الطفل يتعلم في سنينه الاولي كيف يصلي مؤتما باهله فاذا اشتد عوده بدا يصوم والمرحله الاولي من العمر هي اساس ما بعدها من المراحل ولذلك يقول الشاعر:
اذا المرء اعيته المرؤه ناشئا فمطلبها كهلا عليه شديد
وعلم الاخلاق يفيدنا ان الصفات الحميده لا تولد في الانسان فجاه ولا توجد كامله
والبيت المتخصص في تقديم العلف للاجساد انمايخرج حيواناتاما البيت الذي يحرس الشرف والطاعه والادب فهو ينشئ بشرا سويا
ما اجمل ان تري في الوجوه الجياء النبيل وفي الالسنه الادب الجم وفي المسالك كلها تقوي الله والتزام حدوده وما اجمل ان تلمح الترفع والابتعاد عن المزالق كما يقول الشاعر:
واعرض عن مطاعم قد اراها فاتركها وفي بطني انطواء
فلا وابيك ما في العيش خير ولا الدنيا اذا ذهب الحياء
يعيش المرء ما استحي بخير ويبقي العود مابقي اللحاء
وفي عباد الله من يتاهب للقاء الله بكنوز من الباقيات الصالحات تتحول يوم القيامه نور يسعي بين يديه وعن يمينه ولعل التهجد بالقران في طليعة تلك الصالحات
وفي حديث سلمان الفارسي قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (عليكم بقيام الليل فانه داب الصالحين قبلكم ومقربه الي ربكم ومكفره للسيئات ومنها عن الاثم ومطرده للداء عن الجسد)
غير ان قيام الليل يحتاج الي تعاون بين الزوجين كليهما لا ليتناوبا بل ليتشاركا
فعن ابي هريره وابي سعيد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (اذا ايقظ الرجل اهله من الليل فصليا ركعتين جميعا كتبا في الذاكرين والذاكرات)
وهذا مسلك لا يحسنه الابيت مؤمن سكن اليقين والخشوع قلوب اهله وحفزهم الي مغالبة النعاس
ان هذه الكعات قد تحفظ مستقبل الاولاد فقد كان عبد الله بن مسعود يصلي من الليل وابنه الصغير نائم فينظر اليه قائلا :من اجلك يابني ويتلو وهو يبكي قوله تعالي (وكان ابوهما صالحا)
وقد ذكر القران الكريم حال اولئك المتهجدين الساهرين وما اعد لهم في بلاد الافراح فقال (تتجافي جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون)
علي ان هذا القيام المنشود تعترضه صعاب ولحظات استرخاء وفتور وقد بين الرسول الكريم ان الزوجين يستطيعان الانتصار علي لذة الرقاد ببعض الماء
وقبل ان اذكر الحديث اؤكد ان هذا لا يصلح لكل بيت ولا بين اي زوجين
انه عمل اساسه قبل كل شيئ الرغبه السابقه في القيام والاتفاق في النهار عليه وعلم كل من الزوجين بان صاحبه سوف يسر بالصحو لمناحاة الله والتضرع اليه
هل اذكر الحديث بعهد هذه المقدمه؟ليكن ولو اني اذكره علي وجل خوفا من سخط مدمني النوم يقول الرسول عليه الصلاة والسلام (رحم الله رجلا قام من الليل فصلي وايقظ امراته فان ابت نضج في وجهها الماء ورحم الله امراه قامت من الليل فصلت وايقظت زوجها فان ابي نضجت في وجهه الماء)
وفي روايه اخري (مامن رجل يستيقظ من الليل فيوقظ امراته فان غلبها النوم نضج في وجهها الماء فيقومان في بيتهما فيذكران الله عز وجل ساعة من الليل الا غفر لهما)
ان امتنا تعاني من هزائم علميه وخلقيه وصناعيه وتجاريه فهل نصحو من الخدر الذي جمد افكارنا واطرافنا والقي بنا وراء قوافل الامم السائره
*****************
هذا ماكان مني فمعذره اذا كان هناك اخطاء في الكتابه او احرف نسيتها لان الموضوع طويل واتمني من الله ان يجعلنا واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه ومعذرة علي الاطاله ولكن من شدة حبي لهذا الموضوع الجميل الذي قراته فاحببت ان لا احرمكم مطالعته والاستفاده منه فاذا كنت وانا اول المقصرين فلعل الله ان يفيد به كل من يقراه فيكون لي اجر كذلك فالدال علي الخير كفاعله
اسال الله لنا ولكم ولكل المسلمين ان يرحمنا برحمته ويغفر لنا ذنوبنا
والسلام عليكم ورحمه الله تعالي وبركاته