تمثل الصحوة الإسلامية - التي أشرق نورها في العالم الإسلامي - أكبر حدث إنساني في النصف الثاني من القرن المنصرم، تلك الصحوة القائمة على الأصالة والاقتباس من منابع ديننا الحنيف، حيث اتخذت الكتاب والسنة، وما كان عليه السلف نهجاً مميزاً وهدفاً سامياً، لذا كان أعظم ما يملك العالم الإسلامي ليس هو البترول أو القطن أو الذهب أو الفضة، إنما أعظم ما يملكه هو هذا الشباب - الثروة البشرية - الذي ينساب نحو الإسلام من كل حَدَب وصوب، ينضمون إلى ركب الإيمان، ينادون بالعودة إلى كتاب الله وتحكيم شرعه.
وهذه الصحوة المباركة، وإن كانت رحمة الله بهذه الأمة، إلا إنها تبقى جهداً بشرياً يصيبه ما يصيب أي جهد بشري آخر من أحوال وأطوار صحية أو مرضية، الأمر الذي يدعونا إلى مراجعة هذه الأحوال والأطوار ورصدها وتقديم العلاج الناجع والشافي. لهذا كان هذا البحث الذي يسلط الضوء على تحدٍ يواجه الصحوة الإسلامية المعاصرة يتمثل في أزمة الفهم، والذي كان له أثر كبير على أداء هذه الصحوة من خصائص هذه الصحوة أنها ليست صحوة مقصورة على الحماس أو الكلام أو الشعارات إنما هي صحوة تقوم على الالتزام بأحكام الإسلام وآدابه حتى السنن والمستحبات منها، بل إحياء ما كان قد مات من سنن وآداب.