قضايا التلوث البيئي هي قضايا يتيمة ليس لها أب حقيقي يدافع عنها.
ولأن الوعي البيئي لازال يحبو ولم يصل إلى مرحلة الرشد، نجد عشرات المشاكل البيئية التي تطفو على السطح من غير أن تثير أي اهتمام يذكر..
وباستطاعة أي قارئ إحصاء مظاهر التلوث من حوله ليتأكد أن جميعها تتواجد باسترخاء تام من غير أن تتم إزالتها أو محاربتها أو تقليل أضرارها..
ولأن التلوث لا تقف عنده العين، فقد عبرنا خبر مدهش ومفزع في نفس الوقت من غير أن يثير الأسئلة، ولقد نشر في احدي الصحف الاتي::
تجديد مقابر جماعية لجثث ملوثة نتجت وفاتها بمواد كيميائية أو مواد أخرى خارج النطاق العمراني في احدي المدن وبعيدا عن مقابر الموتى.
هكذا هو الخبر.
لتتسابق الأسئلة:
من هم هؤلاء الذين تلوثوا حتى ماتوا؟
ومن لوثهم حد الموت؟
ومن أين جاء التلوث؟ وإلى أي مدى يمكن أن يعم ذلك التلوث؟ وهل رفعت قضية بسبب موتى التلوث؟ ومن هي الجهة التي كانت سببا في وجود التلوث؟ وما نوع التلوث المؤدي للموت؟
أسئلة لن تنتهي، وتلوث قاتل كهذا لا يجب دفنه (سكتم بكتم) حيث يستوجب أن يطفو على السطح لمعرفة من أين جاء ومن تسبب به وما نوعه؟
وإن لم يسمعك أحد فاعزف على الربابة، على الترديد يفيد، ولأن التلوث نعيش به وفيه أظن أن تحذير مستشار الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة وأستاذ الكيمياء بجامعة أم القرى الدكتور فهد عبدالكريم تركستاني بالمملكه العربيه السعوديه وتحذيره من خطورة وضع الخبز الحار في أكياس النايلون أو استخدام أكواب البلاستك في شرب القهوة والشاي لن يتحفز أحد لذلك التحذير والذي أوضح أن البلاستك يحتوي على مواد خطرة تمتصها المواد الحارة مثل الخبز والشاي وبالتالي يبتلعها الإنسان مما قد يتسبب في حدوث أمراض خطيرة على المدى الطويل، وأشار (الدكتور التركستاني) إلى خروج سلسلة كربونية طويلة من هذه الأكياس بمجرد ارتفاع درجات الحرارة.
لنعيد الأسئلة:
هل قرأ رؤساء البلديات هذا التحذير؟ هل قرأ أصحاب المخابز ومطاعم الفول هذا التحذير؟ هل صحتنا تهمهم؟
هل الأمانات والبلديات سوف تلزم أصحاب المخابز بتوفير أكياس ورقية؟
يجب وصول هذا التحذير إلى رؤساء البلديات في جميع المناطق وإبلاغ جميع المخابز بعدم وضع الخبز الحار في أكياس نايلون أوالفول أو الشاي أو القهوة أو أي مادة ساخنة.
هذا إذا كنا ندخل ضمن اختصاصهم في الأشياء الدنيا أما التلوث المميت فالقبور ستدفن سرنا معها ولن يلام أحد أو يرفع سؤال واحد:
لماذا مات هؤلاء.