وتأتيه دنياهُ بحذافيرها..ووتتغنّج له دلالاً لتصرف فؤاداً عن نور الحقّ ..
وتمرُّبه ليشتمّ عبق تلك الروائح الزكيّة التي ذهبت بلبّ كلّ ذي لبٍ فأردتهُ صريعاً
وتعاود إقبالاً لاتملُّ ولاتكلُّ.. وتنصرف على حياءٍ مدبرةً لطولِ مثول لمنْ لم يحتف ِ بقدومها..
وتسحرفؤاداً بصرفِ بصرٍ,فتخطف قلوباً.وتزيغ قلوباً أخر.
لولا شعرة ثباتٍ رقيقة دقيقة لكنها متينة بمتانة الإيمان وصلابته في قلب المؤمن..تقاوم رياح الفتنة وأعاصيرها..
ويثبت ذلك العبد الصالح أمام فتنة السحر!!
ولايغتر بفتون!!
خطوات تتلاحق ونفس ٌ ثائر..وباب يُطرق بطرقاتٍ متلاحقة..تنبؤ عن سرور الطارق..
ويأتيه صوتٌ من الداخل تعلوه السكينة:
_من بالباب؟؟
_ افتح ياسعيد!!*
أبشريارجل بخير يوم ٍ مرّ عليك!!!
أبشرياسعيد فقد أتتك الدنيا بحذافيرها!!
ويقلّبُ سعيد بصره في ذلك القادم ..علّه يفسرّ تلك الحروف التي تناثرت فرحاً من فيّ ذلك القادم..
....لقد أتتك الدنيا بحذافيرها ولم تتعنَ لها..
ياسعيد(إنّ الخليفة يخطبُ ابنتك لابنه..!!!)
ويطرق الشيخ ليقلّب بصره في دنيا راحلة..دنيا زائفة..
دنيا غرّت كثير ..وأضلت عن طريق الهدى كثير..
إيه ياسعيد!!
لقد أتتك الدنيا بحذافيرها!!
وتتمثلُ له دنياهُ بزينتها..وحسنها وبهائها..فينصرفُ ببصره وبصيرته عن التفات ٍ لمتاعٍ زائل..
وتعلو الحقيقة كالشمس في كبد السماء محرقةً مشرقةً جليةً... لتزيح كل زيف غرّ بصر في يوم
صائف..فلحق بسراب ليظفر برواء..وهيهات هيهات..أن يجد مبتغاه..!!!
..ويعلنهاالشيخ الزاهد..مشرقةً محرقة..
ياهذا... إذا كانت الدنيا بحذافيرها,لاتساوي عند الله جناح بعوضة..
فماالذي سيقسمونه لي من هذا الجناح!!!
* سعيد: هو سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى