طالب الفاتيكان القساوسة الكاثوليك بتحمل مزيد من المسؤوليات في مجال منع الاعتداءات الجنسية على الأطفال من طرف رجال الدين المسيحيين.
وتحدث بيان أصدره الكاردينال الأميركي وليام ليفادا المسؤول عن مكتب العقيدة -الذي ترأسه البابا بنديكت السادس عشر قبل تنصيبه- عن "مسؤولية أكبر للقساوسة في حماية الضحايا الذين وضعوا ثقتهم فيهم".
وكان الفاتيكان قد أعلن أنه يعد مجموعة من التوجيهات لأساقفة العالم بأسره ردا على اعتداءات جنسية على أطفال تورط فيها رجال دين، بعد اجتماع للكرادلة بدأ منذ صباح الجمعة وناقش المسألة التي كانت وراء أخطر أزمة تهز الكنيسة الكاثوليكية منذ عدة عقود.
وشارك حوالي 150 كاردينالا في الاجتماع "المخصص للتأمل والصلاة" ولمناقشة مواضيع أخرى بينها -لأول مرة- موضوع الاعتداءات الجنسية التي اقترفها قساوسة ضد أطفال.
وعقب هذا الاجتماع قال الفاتيكان إنه يعد منشورا لأساقفة العالم يتضمن توجيهات "لبرنامج منسق وفعال" ضد استغلال الأطفال جنسيا في الكنيسة.
وتحدث الكاردينال وليام ليفادا عن ضرورة تعاون الأساقفة مع السلطات في هذه القضية وضرورة حماية الأطفال والحرص على "انتقاء وتكوين" أساقفة المستقبل.
وتتعرض الكنيسة الكاثوليكية لاتهامات بالتستر على فضائح جنسية ارتكبها قساوسة في مختلف الأبرشيات العالمية منذ أكثر من خمسين عاما.
وحضر ناشطون حقوقيون وضحايا لاعتداءات القساوسة الجنسية إلى روما خلال انعقاد مؤتمر الفاتيكان للتعبير عن تذمرهم من أن إجراءات العاصمة لم تكن كافية لحماية الأطفال من إساءات القساوسة.
وقالت جويل كاستيه (40 عاما) التي كانت ضحية تجاوزات ارتكبها كهنة، وقد جاءت للاحتجاج على موقف الكنيسة، "إذا كان البابا والكرادلة يريدون فعلا تغيير شيء، فيتعين عليهم الاجتماع مع الشرطة والقضاة وألا يكتفوا بالاجتماعات فيما بينهم".
وطالبت كاستيه ومجموعة من ضحايا التجاوزات الكنيسة بأن تسلم للقضاء كل ملفات الكهنة المذنبين. وطلب الضحايا من الصحافة أن تلتقط لهم صورا أمام ساحة نافونا في روما، حاملين صورهم في أيام الطفولة التي تعرضوا فيها للاعتداءات.
ودعت الجمعية الأميركية الخاصة بضحايا هذه التجاوزات الأساقفة والكرادلة إلى "الكف عن اتخاذ مبادرات رمزية"، وطالبت الكنيسة بتسليم
كافة الملفات المتعلقة
بالكهنة المذنبين إلى القضاء.