أم عمــــــــــارة رضي الله عنها
نسيبة بنت كعب المازنية الأنصارية(نسيبة المازنية)رضي اللــــه عنهــا
نسب أم عمارة وفضلها :هي نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن ابن النجار، وهي أنصارية من بني مازن، وكنيتها أم عمارة.وهي أم لحبيب وعبد الله ابني زيد بن عاصم.
تعد أم عمارة الصحابية الجليلة الفاضلة المجاهدة الشجاعة شخصية نادرة بين النساء قديما وحديثا، فهي أهل للاقتداء بها وقد امتازت عن نساء عصرها وميزها رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اتصفت به من شجاعة وصبر واحتساب الأجر من الله تعالى، إلى جانب عبادتها وحبها الشديد لله ورسوله، فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفوز بالجنة
وأم عُمارة هي نسيبة بنت كعب بن عمرو الأنصارية الخزرجية النجارية المازنية المدنية، وقد شهدت ليلة العقبة، وشهدت أحداً، والحديبية، وحنين، وكانت راوية لحديث النبي عليه السلام.
في بيعة العقبة الثانية، كانت أم عمارة ممن بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر ابن إسحاق أنه كان في بيعة العقبة الثانية اثنان وسبعون رجلاً وامرأتان، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يُصافح النساء، والمرأتان هما من بني مازن بن النجار نسيبة وأختها. ولقد كان انتصارًا للدعوة الإسلامية أن تدخلها المرأة، وأن تقف مع الرجل في ميدان الجهاد في صف واحد، وتبايع وتُقسم على التضحية في سبيل العقيدة، وفي هذا القسم العظيم ما فيه من تضحيات جسام أهونها الوقوف في وجه العشيرة، والنضال المستمر حتى يتم نصر الله.
أخت الرجال
قال الواقدي: شهدت أم عمارة أحداً، مع زوجها غزية بن عمرو، ومع ولديها حبيب وعبدالله، خرجت تسقي، وقاتلت وأبلت بلاءً حسناً وجُرحت اثني عشر جرحاً، وكان ضمرة بن سعيد المازني يُحدث عن جدته، وكانت قد شهدت أحداً
وقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان”
وكانت تراها يومئذ تُقاتل أشد القتال، وإنها لحاجزةٌ ثوبها على وسطها حتى جُرحت ثلاثة عشر جُرحاً، وكانت تقول: إني لأنظر إلى ابن قميئة وهو يضربها على عاتقها وكان أعظم جراحها، فداوته سنة، ثم نادى منادي رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى حمراء الأسد (سرية بعد أحد)، فشدت عليها ثيابها فما استطاعت من نزف الدم رضي الله عنها.
وأتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمروط فكان فيها مرط جيد واسع فقال بعضهم: إن هذا المرط لثمنه كذا وكذا، فلو أرسلت به إلى زوجة عبدالله بن عمر صفية بنت أبي عبيدة، وقال أحدهم: ابعث به إلى من هو أحق به منها، أم عمارة نسيبة بنت كعب فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم أحد: “ما التفت يميناً ولا شمالاً إلا وأنا أراها تقاتل دوني” فبعث به إليها.
حرب اليمامة
شهدت أم عمارة قتال مسيلمة باليمامة، فعندما قرر أبو بكر بعث خالد بن الوليد إلى اليمامة جاءت إلى أبي بكر فاستأذنته بالخروج فقال: قد عرفنا بلاءك في الحرب فاخرجي على اسم الله، وأوصى خالد بن الوليد بها وكان مستوصياً بها،
وقد جاهدت باليمامة أعظم جهاد، وجرحت أحد عشر جرحاً وقطعت يدها وقُتل ولدها.
لم تكن أم عمارة مجاهدة في ميدان واحد، فقد روت عن الرسول صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث وروى عنها ابن ابنها عباد بن تميم بن زيد والحارث بن عبدالله بن كعب، وعكرمة مولى ابن عباس أنها أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: “ما أرى كل شيء إلا للرجال وما أرى النساء يُذكرن” فنزل قوله تعالى “إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات” الآية، وروى لها الترمذي والنسائي وابن ماجة.
لما أقبل ابن قميئة لعنه الله يريد قتل النبي صلى الله عليه وسلم في يوم أحد كانت أم عمارة ممن اعترض له، فضربها على عاتقها ضربة صارت فيما بعد غوراً أجوف، وضربته هي ضربات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مُقام فلان وفلان” وقال لابنها عبدالله بن زيد: “بارك الله عليكم من أهل بيت..” قالت أم عمارة: “أدعُ الله أن نُرافقك في الجنة”، فقال الرسول الأعظم: “اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة” فقالت: ما أبالي ما أصابني من الدنيا.
عاشت أم عمارة حياة الرسالة، وعرفت كيف تستعلي على مباهج الدنيا وتؤدي دورها ببسالة، مهما كلفها هذا الدور من تضحيات، وقد نالت مقامها العالي بعد جهد وعرق وجهاد موصول.
توفيت أم عمارة في خلافة عمر رضي الله عنهما عام 13 ه، بعد أن أدت رسالتها، فكانت بحق مؤمنة صِدّيقة، وأمست سيرتها عطر المجالس وأنسها، ورحيقاً مختوماً بالمسك رضي الله عنها، فقد جمعت بين صدق الإيمان، وعمق النظرة، والشجاعة، ما جعلها مثلا طيبا للمسلمين جميعا رجالا ونساءً، ولهذا استحقت أن تكون من النساء المبشرات بالجنة.