إن لفلسطين والمسجد الأقصى بمدينة القدس مكانة عظيمة عند المسلمين فقد سمى الله أرض فلسطين بالأرض المقدسة وهي جزء من الأرض المباركة في عدة مواضع في القرآن
قال سبحانه عن نبيه إبراهيم عليه الصلاة والسلام : ((ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين ))(الأنبياء 71).
ولما خرج موسى بقومه بنى إسرائيل من مصر قاصداً أرض فلسطين قال لهم :
(( يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين )) (المائدة 21).
ولما نكلوا عن دخولها حرمها الله عليهم أربعين سنة وضرب عليهم التيه في أرض سيناء، فلما نشأ فيهم جيل على شظف العيش ومكابدة الصحراء وأصبحوا مؤهلين للجهاد في سبيل الله استحقوا الدخول إلى الأرض المقدسة وتحقيق موعود الله على يد نبي الله يوشع بن نون عليه السلام:
(( وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بنى إسرائيل بما صبروا )) (الأعراف 137)
وبين القرآن بركة أرض فلسطين بجبالها وسهولها وطيورها بالتسبيح والتهليل والتكبير إذ أسمع الله نبيه داود
ذلك بقوله (( يا جبال أوبي معه والطير))
وبتسخير الريح لسليمان ((ولسليمان الريح عاصفة تجرى بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها )) (الأنبياء81)
وعظمت بركة أرض فلسطين وازداد شرفاً بمسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وارتبط المسجد الأقصى بالمسجد الحرام بأوثق رباط إلى يوم القيامة وبقيت أرض فلسطين وستبقى مرتبطة بمنهج الإسلام وعقيدة التوحيد ، هذا المنهج هو منهج الأنبياء في رحاب المسجد الأقصى، يقول الله تعالى :
(( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير )) (الإسراء 1)
وتحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن رحلة الإسراء والمعراج فقال : " أتيت بالبراق فركبته حتى أتيت بيت المقدس فربطته بالحلقة التي يربط فيها الأنبياء ثم دخلت المسجد فصليت ركعتين ثم عرج بي إلى السماء " رواه مسلم.
والمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث المساجد بعد الحرمين
فقد توجه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته إليه في صلاتهم ثمانية عشر شهراً ثم حولت القبلة إلى المسجد الحرام كما قال تعالى :
(( قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره ))
والمسجد الأقصى أحد المساجد التي تشد إليها الرحال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى) رواه البخاري ومسلم.
ويعظم أجر الصلاة فيه كما جاء في حديث رسول الله : " لما فرغ سليمان من بناء بيت المقدس سأل الله ثلاثاً : " حكماً يصادف حكمه،وملكاً لا ينبغي لأحد من بعده ، وألا يأتي هذا المسجد أحد ، لا يريد الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه " فقال النبي : " أما اثنتان فقد أعطيهما ، وأرجوأن يكون قد أعطى الثالثة " رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
وأرض فلسطين قلب أرض الشام التي جاءت الأحاديث تبين فضلها ومكانتها ومن ذلك
قول رسـول الله صلى الله عليه وسلم : (طوبى للشام طوبى للشام، قال زيد بن ثابت راوي الحديث : قال مابال الشام؟ قـال : الملائكة باسطوا أجنحتها على الشام " رواه الترمذي وأحمد والحاكم،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة " رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني.
نسأل الله تعالى أن يشتت شمل اليهود، ويفرق كلمتهم ويجعل الدائرة عليهم، ويقينا شرهم ،
ونسأله تعالى أن يوحد كلمتنا ويسدد رمينا ويصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ويصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ويجعل الدنيا زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر
وأن يرزقنا قبل الموت توبة وعند الموت شهادة إنه ولي ذلك والقادر عليه، آمين آمين.