ibrahim_media عضو مشارك
الجنس : عدد المساهمات : 42 نقاط : 5304 تاريخ التسجيل : 27/07/2010 العمر : 55
| موضوع: السجود وخواطر ساجد الثلاثاء 05 أبريل 2011, 12:10 pm | |
| السجود وخواطر ساجد تتخاطب خلايا جسد الانسان وتتحادث في تفاعل بكفل لها التناغم في آدائها عملها وما هو منوط بها فعله، غير أن في الشحنات الكهرو مغناطيسية التي يكتسبها الجسد جراء تفاعل الإنسان مع محيطه لاسيما في عصرنا، تشويشاً علي لغة التخاطب هذه، الأمر الذي يصيب آداءها بخلل يشعر الإنسان معه بما يعرف بأمراض العصر كالصداع والتقلصات العضلية والتهابات العنق والتعب والإرهاق، الي جانب النسيان والشرود الذهني، ويزداد الخلل في عمل خلايا الجسد وتفاعلها مع بعضها البعض نتيجة زيادة الشحنات الكهرومغناطيسية الي حد لم يستبعد العلماء معه أن يكون أحد مسببات الأورام السرطانية، عافانا الله وإياكم، لذا كان لزاماً علي الانسان أن يخلص جسده من هذه الشحنات بصورة مستمرة وتفريغ الزائد منها والضار.
الوصلة الأرضية ليس عجيباً ولا غريباً أن يقدم لنا الخالق، تبارك وتعالي، وهو أحسن الخالقين والأعلم بشئون من خلق، وصلة أرضية لتفريغ هذه الشحنات الزائدة والضارة، لكن قبل الولوج الي الحديث عن هذه الوصلة الأرضية أود فقط أن أسرد لكم في عجالة قصة سمعتها من خطيب مسجد بالمدينة الجامعية بجامعهة القاهرة أيام كنت طالباً بها نهاية الثمانينيات، تقول القصة، وصدقيتها علي الراوي، أن أحد الأطباء في إحدي الدول الغربية أصيب بمرض لم يعرف له توصيفاً غير ألم بالرأس شديد، وساقه جهله وجهل علماء الطب الذين تردد عليهم الي جهله الدواء.. لكنه وفي إحدي زياراته دولة اسلامية في آسيا كان يمر بأحد ميادينها فرأي مجموعة من الناس يضعون جباههم علي الأرض في صفوف متراصة فظن أن قوانين تلك البلده تحتم عليه فعل ما يفعلون فأسرع الي الوقوف بجانبهم يحاكي فعلهم .. وما أن لامست جبهته الأرض حتي زال ألم رأسه وشعر بارتياح لم يعهده مذ ألم المرض به، وفور انهاء المصلين صلاتهم بادر لسؤالهم عن فعلهم هذا، وأسلم حين علم أنها كانت صلاة المسلمين، انتهت قصة الراوي لكن إعجاز السجود لله لا ينتهي ففي ملامسة جبهة الانسان الأرض، وحسبما يتحدث عدد من العلماء، يحدث تفاعل كيميائي وفيزيقي في عملية دقيقة يتم خلالها تبادل للشحنات الكهرو مغناطيسية بين جسد الإنسان والأرض التي ينتمي اليها الجسد وتتمثل كل مكوناتها في مكوناته، شحناً وتفريغا، معادلة شحنات الجسد ليحيا علي الأرض ملائماً ومتلائماً معها سليماً معافي، ولأن هذه العملية كأي تفاعل كيميائي وفيزيقي يحتاج الي عوامل مساعدة لتتم في دقة وتحقق النتائج المرجوة منها كان لزاما أن يكون تلامس جبهة الانسان الأرض وهو في اتجاه محور دوران الأرض الذي يقول الكثيرون بثبات أنه اتجاه بيت الله الحرام، كما أن عملية الشحن والتفريغ هذه قد لا تتم بصورة مجدية ومفيدة ما لم يكن الانسان مهيأ نفسياً لهذه العملية من خلال السكينة والهدوء ونسيان ما عدا الله في خشوع وتذلل لله ودعاء، ويضيف البعض محبذاً أن يكون تلامس جبهة الانسان بالارض مباشرة وعدم وضع حواجز من صنع البشر كالمفروشات اذ تقلل من فاعلية الوصلة الأرضية والحد من نتائجها، ولا شك أن الوصلة الأرضية إنما تؤتي ثمارها اذ تتم في اطار حركات الصلاة عامة .. الوقوف، الركوع، السجود، والجلوس، وهنا سأبوح بأنني كنت أجلس لآداء صلاة الجمعة بأحد المساجد وتوقفت عند مصل يؤدي ركعتي السنة وجال بخاطري تشبيه غريب اذ استدعت الذاكرة في الوقت ذاته الحركات التي يقوم بها الفلاح بقريتنا حينما يمسك بيديه إناء يفرغه ويعبئه بالغلال من خلال استخدام المكيال الذي يقوم به شخص ثان، وتعجبت اليست هي نفس الحركات، اقامة الإناء فميوله فهبوطه في عملية متكررة تضمن حسن تعبئة الاناء في هدوء حتي لا تتناثر الغلال، نعم إنها نفس العملية وذاك التفاعل الذي يضمن للانسان ما يقيمه علي الأرض صحيحاً، وعليه..ألم يكن حري بنا أن نخر لله ساجدين، مفعلين، الوصلة الأرضية التي منحنا إياها الذي لا حاجة له عندنا بل كل ما أمرنا به منفعة لنا وما نهانا عنه انما لكونه يحمل لنا الضرر، سبحانه وتعالي عما يشركون.
الوجه ومخرجات الوصلة الأرضية
يقول الحق تبارك وتعالي: "سيماهم في وجوههم من أثر السجود"، وقال أحد السلف إن للحسنة نورا في القلب وضياء في الوجه وسعة في الرزق ومحبة في قلوب الناس وقال أمير المؤمنين عثمان ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله تعالى على صفحات وجهه وفلتات لسانه والغرض أن الشيء الكامن في النفس يظهر على صفحات الوجه فالمؤمن إذا كانت سريرته صحيحة مع الله تعالى أصلح الله عز وجل ظاهره للناس، والصحابة، رضوان الله عليهم، خلصت نياتهم وحسنت أعمالهم فكل من نظر إليهم أعجبوه في سمتهم وهديهم وقال مالك بلغني أن النصارى كانوا إذا رأوا الصحابة الذين فتحوا الشام يقولون والله لهؤلاء خير من الحواريين فيما بلغنا وصدقوا في ذلك، والسيما: العلامة، وتقدم عند قوله تعالى (تعرفهم بسيماهم) في البقرة وهذه سيما خاصة هي من أثر السجود، واختلف في المراد من السيما التي وصفت بأنها من أثر السجود على ثلاثة أنحاء: : (1) أنها أثر محسوس للسجود .. فسر مالك بن أنس وعكرمة وأبو العالية قال مالك: السيما هي ما يتعلق بجباههم من الأرض عند السجود مثل ما تعلق بجبهة النبي من أثر الطين والماء لما وكف المسجد صبيحة إحدى وعشرين من رمضان. وقال السعيد وعكرمة: الأثر كالغدة يكون في جبهة الرجل. (2) أنها من الأثر النفسي للسجود .. حيث فسر الأعمش والحسن وعطاء والربيع ومجاهد عن ابن عباس وابن جزء والضحاك. فقال الأعمش: من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار. وقريب منه عن عطاء والربيع بن سليمان. وقال ابن عباس: هو حسن السمت، وقال مجاهد: هو نور من الخشوع والتواضع. وقال الحسن والضحاك: بياض وصفرة وتهيج يعتري الوجوه من السهر. (3) أنها أثر يظهر في وجوههم يوم القيامة .. حيث فسر سعيد بن جبير أيضا والزهري وابن عباس في رواية العوفي والحسن أيضا وخالد الحنفي وعطية وشهر بن حوشب: أنها سيما تكون لهم يوم القيامة، وقالوا: هي بياض يكون في الوجه يوم القيامة كالقمر ليلة البدر يجعله الله كرامة لهم، وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله في قوله تعالى (سيماهم في وجوههم من أثر السجود): النور يوم القيامة، قيل وسنده حسن. وهو لا يقتضي تعطيل بقية الاحتمالات إذ كل ذلك من السيما المحمودة ولكن النبي صلي الله عليه وسلم ذكر أعلاها.
وعلاوة علي ما نقلناه آنفاً نشير والله أعلم، أن هناك فارقاً بين الجبهة والوجه اذ يشمل الوجه الجبهة، وليس العكس بصحيح، ولذا فإن ذكر الوجوه في اللفظة القرآنية "وجوههم" لا تقصر السيما علي العلامة الحسية التي تتشكل من تلامس الجبهة بتراب الأرض بل تمتد الي بقية الوجه عاكسة أثرا للسجود وليست عاكسة للسجود ذاته، حيث يجب التوقف عند الأثر الذي يحدثه السجود في الإنسان جسداً ونفساً والذي يقوم الوجه بعمل المرآة في كونه يعكسه ( من الغريب أننا نساوي في موروثنا الشعبي بين الوجه والمرآة كوننا نسمي كل منهما "وش" حتي إن بعض الأطباء من ذوي الخبرة الكبيرة يحددون أمراض الجسد من النظر الي الوجه)، ولأن السجود كما قدمنا آنفاً يخلص الجسد مما علق به من شحنات ضارة في عملية شحن وتفريغ دقيقة بما ينعكس ايجابا علي صحته في أثر له يعكسه الوجه، حتماً نوراً وضياء وهيبة وقوة ووقاراً، كما يعكس حال نفسه ( انظر كيف يبدو الغضب، الحزن، والسرور مثلاً علي الوجه)، لذا فإن الوجه إنما هو المرآه التي تعكس نتائج وآثار عملية الشحن والتفريغ التي تقوم بها الوصلة الأرضية التي وهبنا الله إياها .. السجود ، هذا علاوة علي عظيم الأجر والثواب في الأخرة .. حقاً أي رحمة هذه بنا ونحن في العصيان نتردي. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين الي الملتقي .. مع السجود في القرآن،،، | |
|