ibrahim_media عضو مشارك
الجنس : عدد المساهمات : 42 نقاط : 5302 تاريخ التسجيل : 27/07/2010 العمر : 55
| موضوع: "طوق الحمامة" الخميس 24 مارس 2011, 10:25 am | |
| (الحبّ، أعزك الله، أوّله هزلٌ وآخره جَدٌّ، دقّت معانيه عن أن توصف لجلالتها فلا تُدرك معانيها إلا بالمعاناة. والحب ليس بمنكرٍ في الديانة ولا بمحظور في الشريعة إذ القلوب بيد الله عز وجل. الحب هو اتصال بين أجزاء النفوس المقسومة في الخليقة، كما أن للتمازج والتباين بين المخلوقات سرّاً دليله الاتصال والانفصال).. تلك رسالة استهل بها ابن حزم (طوق الحمامة في الألفة والألاف)، يوم ألّفه في الثالثة والأربعين من العمر، وجهها إلى أمير من أصدقائه كان قد أوعز إليه بدراسة هذا الموضوع.طوق الحمامة .. كتاب لأبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن أبي سفيان بن يزيد، المعروف بابن حزم، وكان أبوه أحمد من أسرة لها شأن أثناء حكم الأمويين بالأندلس، وقد ولد بقرطبة عام 384هـ، وتوفي عام 456هـ، وقد نشأ ابن حزم في بيت له سلطان وثراء وجاه، وكان يعتز بأنه طلب العلم لا ينبغي به جاهًا ولا مالاً، ولكن يبغي المعرفة لذات المعرفة ولعلو القدر العلمي في الدنيا والآخرة. طوق الحمامة.. ودراسة وافية لحالات الحب وأنواعه نابعة من خبرته للحياة والطبيعة الإنسانية للرجل والمرأة، ومن تجربته الشخصية يوم كان في مطلع صباه، وقد اعتبره الباحثون العرب والمستعربون الأجانب أكمل كتاب، بل أول كتاب مُلم بموضوع الحب وحالاته المتنوعة، وأول أثر من نوعه مدبّج بلغة سهلة وصراحة مدهشة.. يحتوي مجموعة من أخبار وأشعار وقصص المحبين، ويبحث عاطفة الحب الإنسانية على قاعدة تعتمد على شيء من التحليل النفسي من خلال الملاحظة والتجربة في أسلوب قصصي من منظور إنساني تحليلي.في (طوق الحمامة) المترجم الي لغات أوربية متعددة، سرد ابن حزم مجموعة من الأخبار عن حبّ الأمراء والخلفاء الأندلسيين للنساء, منها أن الخليفة الحكم المستنصر بالله هام بفتاة إسبانية من منطقة (الباسك) الشمالية أورودا فتزوجها وأسماها (صبح) وهي التي لعبت دوراً كبيراً في حياة الأندلس السياسية وأنجبت له ابنه الخليفة هشام بن الحكم. وتحدث كذلك عن حبّ الأمير عبدالرحمن بن الحكم لجاريته (طروب) التي تزوجها وبقيت المرأة الوحيدة المحبوبة حتى آخر حياته.يتضمن طوق الحمامة نصائح وفوائد كبيرة وزعها ابن حزم في طوق الحمامة الي أبواب ثلاثين تناول فيها علامات الحب وفيه أشار الي إدمان النظر والإقبال بالحديث عن المحبوب والإسراع بالسير إلى المكان الذي يكون فيه المحبوب والإضطراب عند رؤية من يحب فجأة وحب الحديث عن المحبوب بالإضافة إلى الوحدة والأنس بالإنفراد والسهر..وأشار ابن حزم في كتابه الي من أحب في النوم وتحدث عن كثرة رؤية المحبوب في المنام ، وكذلك من أحب بالوصف حيث لفت الي وقوع المحبة بأوصاف معينة حتى لو لما يرى المحبوبين بعضهما فقد تقع المحبة لمجرد سماع صوت المحبوب من وراء جدار، وتحدث عمن أحب من نظرة واحدة وعن وقوع الحب في القلب لمجرد نظرة واحدة ، كما أنه لم يغفل من لا يحب إلا المطاولة حيث كان واضحا في توضيحه سمات المحب الذي لا تصح محبته إلا بعد طول كتمان وكثرة مشاهدة للمحب حيث يصرح المحب بحبه بعد مقابلة الطبائع التي خفيت مما يشابهها من طبائع المحبوب ، وفي حديثه عمن أحب صفة لم يستحسن بعدها غيرها مما يخالفها قال ابن حزم إن من أحب صفه كانت في محبوبته لم يرغب بصفة غيرها فمن أحب شقراء الشعر مثلا لا يرضى بسوداء الشعر، وتعرض ، في أحد أبواب كتابه الثلاثين لما أسماه (التعريض) وفي اشار الي أن أول ما يستعمله أهل المحبة في كشف ما يجدونه إلى أحبتهم بالقول إما بإنشاد الشعر أو طرح لغز أو تسليط الكلام، أما الإشارة بالعين فقد أفرد لها باباً قال فيه إن إشارات المحبوب لمحبوبه بالعين فالإشارة بمؤخرة العين الواحدة .. كما ير ي.. تعني النهي عن الأمر وإدامة النظر دليل على التوجع والأسف وكسر نظرها دليل على الفرح والإشارة الخفية بمؤخرة العين .. يقول إنها تعني سؤال وترعيد الحدقتين من وسط العينين تعني النهي العام .. وإعتبر ابن حزم أن العين أبلغ الحواس وأصحها دلالة وأوعاها عملا عن بقية الحواس، ودلف ابن حزم الي المراسلة .. التي اعتبرها بالرسائل حيث قام بسرد صفات الرسائل بين المحبين وشعورالمحب بالسرور عند تلقيه رسالة من محبوبه، والسفير وهو مسمي الوسيط بين المحبوبين فق أكد علي أهم صفاته كالكتمان والوفاء للعهد والنصح ، وطي السر .. كان باباً أفاض فيه ابن حزم عن صفات المحب حين يخفي حبه كجحود المحب إن سئل والتصنع بإظهار الصبر ويكون سبب الكتمان الحياء الغالب على الإنسان وحتى لا يشمت به الأعداء .. علي حد قوله.وأفرد ابن حزم للإذاعة، أي اذاعة الحب واعلانه، باباً .. عدد فيه أسبابها حيث يكون ذلك، وفق ما ير ي، حتى يظهر صاحب هذا الفعل في عداد المحبين ويكون ذلك بسبب غلبة الحب، كما أوضح، في باب أخر أسباب طاعة المحب لمحبوبه، وعلي عكسها باب للمخالفة وأسباب مخالفة المحب لمحبوبه مثل غلبه الشهوة، وللعاذل باب فيه أشار ابن حزم الي انعكاس اللوم للمحبوب وأثره في النفس، وتحدث ابن حزم عن المساعد من الإخوان وذكر صفات الصديق المخلص الذي يعلم بأمر المحبوبين ويكتم السر، وعن الرقيب وصفات المراقب للمحبوبين ومحاولة الرقيب إظهار سرهما والبوح بوجودهما ، وعن الواشي .. وصفاته ورغبته دوما في القطع بين المتحابين والإطلاع على أسرار المحبوبين وذكر الوشاة الكاذبين والآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأقوال والأشعار التي تنهى عن الكذب..وكان حديث ابن حزم جلياً عن الوصل والمواعيد بين المحبوبين وانتظار الوعد من المحب، لكنه أفر د لنقيض ذلك ، أي للهجر باب تدث فيه عن هجر المحبوب لمحبوبه عندما يكون هناك رقيب حاضر وقد يكون من اجل التذلل.. حسبما يقول.. وقد يكون من أجل إبعاد الملل أو بسبب العتاب لذنب يقع من المحب، ثم يصل الي الوفاء والغدر وفي باب الوفا حديث عن وفاء المحب لمحبوبه وصفات الوفاء بين المحبوبين ، وتحدث ابن حزم عن القنوع وقناعة المحب بما يجد إذا حرم الوصل بين المتحابين وذلك من خلال الزيارة بين المتحابين من خلال النظر والحديث الظاهر ، وعن الضني ومعاناة المحب بعد فراق محبوبه وعلامات الضعف التي تصيب المحب بعد الفراق ، وعن السلو واليأس الذي يدخل إلى النفس من عدم بلوغها أملها وما قد يقود ذلك الي النسيان والملل والاستبدال، وعن الموت .. أي الموت بسبب الحب .. وقد سرد ابن حزم مجموعة قصص لمن ماتوا من أجل مفارقتهم من يحبون، وكان له في طوق الحمامة حديث مطول عن قبح المعصية وحديث مطول عن العفة وترك المعاصي والإبتعاد عن موافقة الشيطان والإبتعاد عن الفتن والفجور وغض البصر والنهي عن المعصية وذكر الزنا في القرآن والأحاديث النبوية الشريفة، وأكد علي التعفف والبعد عن المعصية والفاحشة والخوف من الله تعالى وقد ذكر أبيات شعرية تحث على التعفف.وأخيراً.. عزيزي .. لا تملك الا ان تقف بإعجاب حيال صراحة العالم والفقيه ابن حزم في وصف حبه الأول لجارية رائعة الحسن يوم كان في الخامسة عشرة من العمر. كانت في مثل سنّه تقريباً قال إنه سعى للتحدث إليها والإعراب عن عاطفته تجاهها فكانت لا تجيب لشدّة حيائها وحذرها.. كانت تجيد العزف على العود والغناء .. سمعها تغني أبياتاً للعباس بن الأحنف في البستان ذات يوم فازداد بها كلفاً .. وصف تأثير غنائها فيه حيث قال: (والله ما نسيت ذلك اليوم ولن أنساه إلى يوم مفارقة الحياة!) وأضاف يقول في كتابه إنه أرسل إليها بيتين من الشعر الرقيق تعبيراً عن ولعه بها وعن عذره لها كذلك بداعي احتراسها وتفهّمه لتمنّعها . ***للتحميل علي الرابط :[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|
حـفيــدالصحابة م ـ ع
الجنس : عدد المساهمات : 1420 نقاط : 7821 تاريخ التسجيل : 20/06/2010 العمر : 51
| موضوع: رد: "طوق الحمامة" السبت 26 مارس 2011, 11:21 am | |
| مشاركة راائعة أخي إبراهيم وعودا حميدا لنا بعد طول غياب ونأمل الاستمرار معنا لنستفيد من إبداعاتك تقبل تحياتي
| |
|