الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
فإن من نعم الله العديدة نعمة عظيمة هي مادة الحياة وهي سبب البقاء وعنصر النماء إنها نعمة الماء قال الله تعالى ( وجعلنا من الماء كل شيء حي )
فبهذا الماء تخرج الثمرات والنباتات التي عليها رزق العباد
قال الله تعالى ( وانزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم )
وقال الله تعالى ( وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء ) وبه تتكون الأودية والأنهار قال الله تعالى (انزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها )
وبه تثمر الزروع المأكولة للإنسان والأنعام قال الله تعالى ( أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم ) وبه تخضر الأرض قال الله تعالى( الم تر أن الله انزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة )
ومنه يشرب الإنسان والحيوان قال الله تعالى ( وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما انتم له بخازنين ) وقال الله تعالى ( هو الذي انزل من السماء ماء لكم منه شراب )
والماء سبباً في طهارة الإنسان والحيوان و حياة العباد والبلاد قال الله تعالى ( وأنزلنا من السماء ماء طهورا لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا ) فسبحان من جعل من الماء كل شيء حي
وكل ذلك من الله المتصرف بإنزاله على من يشاء وبصرفه عمن يشاء قال الله تعالى ( وينزل من السماء من جبال فيها من برد يصيب به من يشاء من عباده ويصرفه عن من يشاء ) وكما هو قادر على إنزاله عز وجل فإنه قادر عز وجل على منعه و ذهابه بعد إنزاله قال الله تعالى ( وإنا على ذهاب به لقادرون )
و قال الله تعالى ( قل أرأيتم أن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين ) وكل ما في الأرض من مياه إنما هي مما انزله الله من السماء وسلكه في الأرض قال الله تعالى ( وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون ) وقال الله تعالى ( الم تر أن الله انزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض )
فليس احد بقادر على إنزاله من السماء إلا هو سبحانه بل إن الغيث احد مفاتح الغيب الذي لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى قال عز وجل ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث 000) وقال الله تعالى ( وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد ) فيعلم على من ينزله ومتى نزوله ويعلم كميته ويعلم مدى مكثه في الأرض ويعلم مدى نفعه للناس
فلو علم الناس قيمة الماء وأهميته ونفعه وخطورة فقدانه لما أسرفوا فيه هذا الإسراف المشاهد في كل مكان فلا يشعر الإنسان بقيمة الماء حتى يفقده في لحظة الحاجة إليه ، وإذا فقد الماء أو تأخر المطر وأجدبت الأرض هرع الناس إلى القادر سبحانه يصلون صلاة الاستسقاء يدعونه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ويتضرعون لعل الله أن يسقيهم ويغيثهم من بركات السماء حتى تخرج به بركات الأرض
فلابد أن نعرف قيمة الماء وأهميته في حياتنا ولابد أن نعرف عظمة القادر على إنزاله سبحانه وتعالى وذلك بالاستقامة والتقوى والإيمان والاستغفار كما قال الله تعالى عن الاستقامة أنها سبب في نزول المطر( والوا استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا ) وقال الله تعالى عن التقوى والإيمان أنهما سبب في نزول المطر( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ) وقال الله تعالى عن الاستغفار انه سبب في نزول المطر (وقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا )
وبما أننا نعيش هذه الأيام قلة المطر فلنتق الله ربنا ولنؤمن به ولنستغفره ولنستقيم على شريعته ولنحسن الظن به ولنرفع اكف الضراعة إليه من غير قنوط ولا يأس ففضله واسع وكرمه شامل وعطاؤه وافر وهو على الإجابة قادر وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 0