اصبحت صفحة الحوادث مثيره للاشمئزاز بل للقرف لهول ماتقرا فيها من حوادث لا يمكن لاي مؤلف مهما شطح به الخيال ان يتصورها او ان يمكن ان تحدث في مصر المحروسه بلد الطيبه والسماحه والتقوي فهل كنا نسمع عن ابن قتل اباه او امه او اخيه او جده او ان جارا يقتل جاره او شابا يغتصب فتاه انها جرائم بعيده عن الاخلاق المصريه والاخلاق الاسلاميه لان علاقتنا بالاسلام اصبحت علاقة مظاهر واسم حملناه بالوراثه لا علاقه له بجوهر ومضمون الاسلام الحقيقي.
واخلاق المصريين المعروفون بالشهامه والنخوه والمروءه وغيرها من الصفات التي تاصلت فيهم بحكم الاستقرار المبكر لهم في وادي النيل والامان الذي تحقق لهم علي شاطئيه حتي ان المصريين وياللمفارقه في الوقت الذي كان فرعون موسي يذيق اليهود الوانا من العذاب بسبب تواطئهم مع الهكسوس الذين احتلوا مصر وكانوا يمثلون لهم طابور خامس .
ومع ذلك نسي المصريون ذلك وتسامحوا فاستغل اليهود تسامح الشعب واستعاروا حلي ومصاغ نساء مصر للتزين بها يوم عيدهم ورغم عبقرية المصريين الا ان اليهود سرقوا ذهب المصريين وذهبوا مع موسي هربا من فرعون الذي مات غرقا .
وبدلا من ان يحمد اليهود ربهم لنجاتهم فقد جمعوا الذهب المسروق وصنعوا منه عجلا صنما وعبدوه .
تامل هذا التسامح المصري من قديم العصور الذي وصل الي حد السذاجه وتامل ما يحدث الان من العصبيه وضيق الخلق واستباحة المحرمات والحرمات بلا وازع من ضمير.
ان مصر هي انا وانت وهو وهي واذا لم نحاول ان نستعيد شخصيتنا التي افتقدناها فسوف لا نجد لنا مكانا محترما علي خريطة العالم يجب ان يدرس المتخصصون في علم الاجتماع والنفس والجريمه والاقتصاد اسباب ما حدث لنا لكي نعرف لماذا حدث ما حدث ؟والمعرفه هي اول طريق للعلاج قبل ان تتفاقم امراضنا الي درجه لا يمكن الشفاء منها.