في مقال نشرته صحيفة "جلاسكو هيرالد" الاسكتلندية مؤخراً حذر أحد الباحثين المهتمين بشئون الشرق الأوسط مصر والعرب من مؤامرة بعيدة المدي نسجت خيوطها داخل وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA)ووزارة الدفاع (البنتاجون) تهدف إلى حصار مصر ثم التهامها عسكريًا. وقال الباحث إن الولايات المتحدة بدأت تنفيذ المخططً منذ ثلاثة أعوام من خلال سعيها لاحتلال إقليم دارفور (غربي السودان) دوليًا وعسكريًا عبر نشر قوات أمريكية بريطانية مدعومة بقوات من الأمم المتحدة حليفة لواشنطن مشيراً إلى أن هذا المخطط يستهدف تحويل إقليم دارفور إلى قاعدة عسكرية أمريكية تنتشر بها صورايخ بعيدة ومتوسطة المدى موجهة ناحية مصر ودول الشمال الأفريقي ومنطقة الخليج وإيران. وأن الولايات المتحدة تهدف من ضغوطها الحالية على المجتمع الدولي وخاصة الدول الحليفة لها مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا لتكثيف الضغوط على الحكومة السودانية لنشر قوات دولية بالإقليم، على أن يتم لاحقًا نشر قوات يتخذون من الإقليم قاعدة عسكرية. ويهدف المخطط الأمريكي أيضا عبر إثارة الفوضى في مناطق الحكم الذاتي في فلسطين والضغط على محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، حتى يعلن أنه بحاجة لنشر قوات دولية بقطاع غزة الموازي للحدود المصرية بهدف حماية السلطة الشرعية من حركة حماس، بقاعدة عسكرية جديدة لتطويق الدولة المصرية التي يعتبرها الأمريكيون الدولة العربية التي يجب الحذر منها تحسبًا لأي طارئ يحدث في العلاقات المصرية الأمريكية أو المصرية الإسرائيلية.
((ـ وأكد الباحث أن الولايات المتحدة قدرت سبعة أعوام لتنفيذ مخططها ينتهى عام 2015 مشيراً إلى أن واشنطن تسعى منذ فترة إلى افتعال أزمات سياسية ودينية وعرقية داخل مصر بما يؤدي إلى انقسام الشعب المصري ويجعل النظام عرضة لانتقاد المجتمع الدولي وفرض عقوبات عليه ومن ثم التمهيد لاحتلالها عسكريا بعد التدخل فى شئونها الداخلية عبر بعض الطوائف أو منظمات المجتمع المدنى أو الشخصيات المثيرة للجدل التى تعمل على تفكيك المجتمع المصرى وفق خطة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية (آنذاك) لفرض الديمقراطية على الطريقة الأمريكية عن طريق الفوضى الخلاقة!!..
((ـ ولفت الباحث الانتباه إلي أن أمريكا أعدت بالفعل مخطط التقسيم وتعمل على تنفيذه منذ فترة بإثارة الفتن بين المسلمين والمسيحيين وتشجيع المسيحيين على تصعيد حملتهم وهجومهم على النظام المصرى فى الداخل والخارج بل تشجيعهم على المطالبة بتكوين دولة مسيحية جنوبي وغربي مصر حتى وإن نفى المسيحيون ذلك فلقد نشرت المواقع الأمريكية خرائط تؤكد هذا التقسيم وتكشف دور بعض المسيحيين وأقباط المهجر ومنظمات المجتمع المدنى فى تنفيذ تلك المؤامرة الخطيرة.
((ـ هذا ويؤكد ما ذكره الباحث الاسكتلندي مقال آخر كتبه العميد رالف بيترز في مجلة القوة العسكرية الأمريكية عام 2006 بعنوان "حدود الدم" حددت فيه ملامح خريطة شرق أوسطية جديدة حيث يفترض التقرير أن الحدود بين دول المنطقة غير مكتملة وغير نهائية خصوصا في قارة إفريقيا التي تكبدت ملايين القتلى وبقيت حدودها الدولية بدون تغيير وكذلك الشرق الأوسط الملتهب حيث شكلت الحدود أثناء الاحتلال الفرنسي والبريطاني لهذه الدول فى نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. وقد تم تبرير التقسيم المخطط له بسبب عدم إدراكهم لخطورة تقسيم القوميات على جانبي الحدود (حسب وصف المقال) وإن كان التقسيم كما يعلم الجميع تخطيطا متعمدا لضمان نشوب الصراعات بين الدول مستقبلا وهو ما حدث حيث فشلت الدول الأفريقية الحديثة فى نزع فتيل الحرب بين بعضها البعض واستنزفت فى ذلك مواردها القليلة وفى النهاية عادت إلى الدول الأوربية التى كانت تحتلها من قبل لفرض النظام والأمن وهو ما يعنى مجددا احتلالا بصورة مقنعة..
((ـ ويرى كاتب المقال أن القومية الخالصة يمكن أن تجد مبررا لتغيير الحدود لتشكيل كيان سياسي مستقل لها بما يؤدي لتفتيت كل دولة حالية لعدة دويلات علي أسس عرقية أو طائفية أو إثنية .ولهذا أعدت الأجهزة الأمريكية الخرائط على أساس الواقع الديموغرافي للدين والقومية والمذهبية ويرى الكاتب إنه لكي يتم إعادة ما اسماه بتصحيح الحدود الدولية فإن ذلك يتطلب توافقا لإرادات الشعوب ولأن هذا من الصعب تحقيقه فلابد من سفك الدماء للوصول إلى هذه الغاية.
((ـ ما هي تفاصيل خريطة الدم التي تحدد معالم الشرق الأوسط الجديد ونصيب مصر منها.. ؟؟
((ـ يتم تجميع الفلسطينين فى كيان مستقل واليهود فى كيان آخر حيث ستنشأ دولة جديدة تضم الأردن القديم وأراضي من السعودية وربما من فلسطين المحتلة تضم كل فلسطيني الداخل وفلسطيني الشتات وتسمى الأردن الكبير ويستولى الكيان الصهيونى على باقى أراضى فلسطين أما غزة فسيتم ضم أجزاء كبيرة إليها من سيناء قد تصل إلى نصف سيناء.
((ـ الخريطة بها كثير من التفاصيل ولكني أحاول التركيز على ما يخص مصر بقدر الإمكان فالخطوط متشابكة ومتقاطعة كثيرا.. المهم أن عدداً من الدول العربية ستقع ضمن هذا المخطط الجديد باقتطاع أجزاء منها بالإضافة إلى دول إسلامية منها إيران وتركيا وباكستان وأفغانستان وغيرها على أن تكون هذه الكيانات الجديدة بالطبع موالية للغرب ولأمريكا
((ـ وبالنسبة إلي السودان فقد بدأت الخطة مبكرا حيث تم فصل الجنوب عن الشمال ويتم العمل حاليا على فصل الشرق عن باقى السودان لتنشأ بالتالى ثلاث دويلات تتحكم فيها أمريكا ففى الجنوب دولة مسيحية تدين بالولاء للغرب عقيدة واستراتيجية ويمكنها التأثير على المياه التى تصل إلى شمال السودان ومصر.وأما شرق السودان فالمؤشرات تؤكد أنه بحيرة من البترول ولا يمكن للغرب أن يتركه فى أيدى حكومات تناصب الغرب العداء وتعمل على تنشيط علاقاتها مع الصين وروسيا.
((ـ لقد بدأت الإدارة الأمريكية الترويج لهذا المخطط الجديد منذ حرب أكتوبر عام 1973على أقل تقدير وإن كان البعض يرجع هذا المخطط إلى الأربعينيات حيث كانت أمريكا قد بدأت فى الظهور كقوة عظمى على الساحة الدولية بينما كانت الدول الاستعمارية الأوربية تأفل وتضعف وتنسحب من مستعمراتها فى أفريقيا وأسيا وبدأت تنفيذه فعليا فى العراق بالاتفاق مع ايران وأفغانستان وباكستان وبمساعدة إسرائيل .
((ـ يتضح أن الهدف من الخطة الأمريكية هو حل القضية الفلسطينية على حساب الدول المجاورة ودون المساس بإسرائيل وضمان ولاء الدول الجديدة لأمريكا وضمان ولاء الدول التى سيتم استقطاع أجزاء من الدول المجاورة إليها لأمريكا واسرائيل معا.وبذلك تضمن الإدارة الأمريكية والإسرائيلية شرق أوسط جديد يحقق الأهداف الأمريكية والإسرائيلية في السيطرة علي موارد وثروات المنطقة وتضمن في نفس الوقت وصول الإمدادات البترولية والغاز إليها دون تهديدات أو مخاوف من قطعه كما حدث فى حرب أكتوبر وضمان الأمن و الأمان للكيان الصهيوني بعد عملية الفك وإعادة التركيب للدول المحيطة بها ..
((ـ هكذا رسمت خريطة المنطقة , معتمدة علي حجم انتشار التناقضات الاجتماعية والدينية والمذهبية والثقافية والقبلية علي الأرض, وما يمكن أن تمتلكه هذه التناقضات من قوة عسكرية أو قوة ناعمة لتفرض حدودها الجديدة وتعلن استقلالها.. ومستغلة وجود ميدان قتال جاهز ومؤهل تماما لإشعال الصراعات الأهلية.. فثقافة ما يسمي بحقوق الإنسان وما تحويه من تعزيز لاستقلال الأقليات وما يترتب عليها من تأجيج لعمليات فرز وتصنيف وتكثيف لذوي المصالح الدينية والثقافية والمذهبية مقابل تفتيت أي قدرة للدولة التقليدية في الشرق الأوسط.. كفيل بأن يعيد رسم خريطة المنطقة من داخلها ودون أن تتكبد القوي الخارجية رصاصة واحدة..
((ـ عندنا في مصر يترقب الطامعون في القدس استقلال شبه جزيرة سيناء عن جسد الدولة المصرية بوصفها منطقة حكم ذاتي للبدو وتنشط المخابرات الإسرائيلية في استخدام كل المفردات بما فيها العمل علي ترحيل الفلسطينيين من غزة لاستيطان سيناء بدفعهم للنزوح من أرضهم إليها عبر معبر رفح, وإيجاد سبل للاتصال والتواصل والتفاهم بين القبائل علي الجانبين علي هذا المشروع ..
((ـ وإذا نظرنا للتقارير التي تصدر عن الحريات الدينية من المنظمات الحقوقية الممولة في مصر والتي يعاد إنتاجها في الخارجية الأمريكية في واشنطن سنويا.. سنجد ملامح بقية المشروع الذي يطمح في قيام منطقة حكم ذاتي للنوبيين وأخري للمسيحيين وتفتيت الكتلة المسلمة إلي سنة وشيعة وبهائيين وقرآنيين.. !!إنهم يحاولون تمزيق النظام الدولي العربي, وفلسفتهم الأساسية هي أنه كلما كانت الدول العربية أصغر حجما كان ذلك أفضل وأكثر أمانا.. (بالنسبة لهم هم بالطبع) ..
((ـ هذه هي أبعاد المؤامرة ،تمت بعض فصولها بالفعل فهل نتركهم يتمون مخططهم الخبيث ؟؟ أم سينتفض المصريون للحيلولة دون إتمامه كما عودونا دائماً ؟؟.. هل مازال لدينا قدرة على الانتفاض ضد عدونا الحقيقي الواضح تماماً أم أن أعدونا قد نجح في غسيل عقولنا وتحويل عيوننا عن عدونا الحقيقي فاستدرنا نقاتل بعضنا بعضاً بينما يجلس الذئب الماكر يصفق لنا من بعيد