عندما يذكر ابو القاسم الشابي يذكر بيتاه المشهوران
اذا الشعب يوما اراد الحياه فلابد ان يستجيب القدر
ولابد لليل ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر
بل لقد جري العرف علي اعتبار ذلك الشاعر العربي (الذي لم يقدر له ان يعيش طويلا وحتي يشهد التحرير الكامل للوطن العربي حيث انه ولد في 1909م وتوفي في 1934م )رمزا للكفاح الوطني المتواصل علي امتداد القرن العشرين كله ولكن الشابي من اعظم شعراء العربيه في العصر الذي انجب شوقي وحافظ ومطران وبشاره الخوري ثم محمود حسن اسماعيل وعلي محمود طه و ايليا ابو ماضي واحمد زكي ابو شادي وان اختلف لانه من تونس الجناح الغربي للوطن العربي الذي مازلنا نجهل الكثير عنه .
كان ابوه من خريجي الازهر الشريف وهو الشيخ محمد بن بلقاسم الشابي وقد اقام مثل معظم اولئك الشعراء في مصر عدة سنوات حتي حصل علي شهادته ثم درس في جامع الزيتونه في تونس وعمل قاضيا شرعيا وكان له تاثيره الكبير في نشأة ابنه الشاعر الذي قال عنه (افهمني معاني الرحمه والحنان وعلمني ان الحق خير ما في هذا العالم واقدس ما في هذا الوجود)
وانتاج الشاعر غزير متنوع وافكاره تنتمي الي حركة التحرير التي شهدها مطله القرن الماضي وتوجه الي نشر انتاجه الشعري في مجلة ابولو فبدا نجمه يبزغ في شرق الوطن العربي وقويت الصداقه بينه وبين الدكتور احمد زكي ابو شادي فتولي احمد زكي تصدير ديوانه الينبوع ثم قرر نشر ديوانه اغاني الحياه بمصر عام 1934م باشراف ابي شادي ايضا ولكن الموت عاجله في اواخر ذلك العام بعد عامين من وفاة شوقي وحافظ.
رحم الله هذا الشاعر الفذ الذي اثري المكتبه العربيه باشعاره الحره التي تبث الهمه وتقوي العزيمه