5. كيف أتغير ؟؟؟ من أين أبدأ؟؟؟
6.
كيف أتغير؟
كيف أتحول؟
من أين أبدأ؟
إنها أسئلة كثيرًا ماتتردد داخلنا، وتطرق أسماعنا، وتلح على قلوبنا، ,وكثيرا ما تدور في اذهاننا أمثال هذه الأسئلة، وليس الإنسان هو بأغنى عن إصلاح نفسه والنظر الدائم فيها ومراجعتها؛فالنفس متقلبة، وسبحانه وتعالى مقلب القلوب، ولَقلبُ ابن آدم أشد انقلابًا من القدر إذا استجمعت غليانًا،
كما أخبراا لمعصوم صلى الله عليه وسلم.
ولعلنا نفهم أن مجرد المعرفة والعلم بخطر المعصية لا يكفي للابتعاد عنها وتركها؛ فكم من علماء اجترءوا على ما لا يجترئ عليه جاهل!
ولعلنا نتساءل متحيرين : كم من مرة حاولنا وقررنا العودة، بل وحددنا لأنفسنا يومًا أو موسمًا نبدأ منه، ويمر اليوم وينقضي الموسم ونحن على حالنا!!
وكم من مرة بدأنا فعلا، ولكن ما نكاد نسير في الطريق يومًا أو يومين إلا ننتكس مرة أخرى لعوامل من داخلنا، أو لطوارئ ودواعٍ من خارجنا.
إذن: ما العمل؟ وأين الطريق؟
لا بد لكل منا من نقطة تحوُّل، يُحَوِّل فيها مساره إلى طريق الله، ويهجر طريق الشيطان، ويحذر قُطاع الطرق.
وللوصول إلى الله عز وجل ينصح بالسير في خطوات متدرجة، وهذه الخطوات مستقاة من تجارب العلماء في بدء تعاملهم وإنابتهم إلى رب العزة سبحانه وتعالى.
والطريق ليس سهلا.
فمانسعى إليه قد حُفَّ بالمكارة والعقبات والأشواك، ولكننا عندما تصل ويفتح لنا مولانا الباب سننسى كل ألم، وسنودع كل تعب، وسنحس بلذة لا تضارعها لذة دنيوية.
الحجر الصحي
أول ما يجب أن نقوم به وعزل أنفسنا عن مَواطن المعصية ورفقائها؛ حتى لا نجد فرصة للمعاصي، فتنقطع تمامًا عن المعصية.
ثم نلزم الإلحاح على معاتبة أنفسنا وتذكيرها ربها، ونردد على أسماعنا دائمًا أننا لا بد ان نموت إن عاجلا أو آجلا، وسنلقى الله عز وجل فيحاسبنا
اصمت تسلم
درِّب نفسك على أن تصمت أكثر مما تتكلم؛ فإن النفس إذا صمتت سكتت، فإذا طال سكوتها تبين لها الكثير مما كانت تخوض فيه من الباطل، وعندها تنكسر؛ إذ تعلم أنها متعرضة لسخط مولاها.
ثم عاوِد العتاب مرة أخرى، وذكرها بذنوبها ومعاصيها ذنبًا ذنبًا، وعرِّفها عقوبة كل ذنب من تلك الذنوب؛ حتى تعترف وتقر.
انسَ طاعاتك
إذا اعترفت نفسك بالتقصير والذنوب؛ فأدِم تذكيرها بعظيم جرائمها وذنوبها، وأوهمها أنها لم تعمل في حياتها إلا المعصية، وأنسِها في هذه المرحلة حسناتها وطاعاتها؛ حتى توقن بالهلاك إن لم تتب،ويستيقظ ضميرها، وتسيل دمعتها.
فإذا ما استيقظ ضمير نفسك، وسالت دمعتها، وأيقنت بالهلاك فأخبرها بضرورة الإقلاع عن المعاصي والاستدراك، وأن هذا لا يتأتى إلا بهجران كل أسباب المعصية؛ من أصحاب وأهل وقرابة وأدوات، وأخبرها أنها لا تصح توبتها إلا بترك ذلك كله.
أذلها بالجوع
إذا نفرت نفسك من ذلك وأبَت؛ فاكسرها بكثرة الصيام، وأذلها بالجوع؛ فإنا لنفس إذا آلمها الجوع تخشع وتستمع وتستسلم للمعاتبة فتقبل، فإذا لم تقبل فذكرها بعذاب الله وسوء المصير؛ حتى تلين لك، وعندها ستجدها تعطيك وعدًا بترك المعاصي بعد قليل، وتسوف لك متعللة بقضاء بعض حوائجها.
قاوم التسويف
إذا وجدتها تسوف لك وتعد لأمد طويل أو قصير،فاحمل عليها حملة شديدة بالزجر والتذكير بعدم ضمان الأجل، وأنه لربما تستوفي أجلها قبل أن يحين الموعد، وأعد عليها ذكر العقوبات والنقم.