اتقوا الله في مصر - بيان بشأن تفجيرات الإسكندرية 2011
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
رب يسر وأعن وتمم بخير يا كريم
قال الله تعالى: ((لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ))
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيمُّا رجل أَمِنَ رجلاً على دمه ثم قتله فأنا من القاتل بريء، وإن كان المقتول كافرًا) رواه ابن حبان رقم 5982 وقال شعيب الأرناؤط إسناده حسن، وصححه الألباني في صحيح الجامع 6103
.. بلغتنا أحداث تفجيرات في إحدى الكنائس بالإسكندرية ليلة الأول من يناير 2011 وما تبعها من أحداث وأضرار نتيجة لهذه التفجيرات.
ونحن إذ نأسف بالغ الأسف لما حدث من إهدار للدم والمال المحرم نبرأ إلى الله سبحانه وتعالى من هذا الفعل وتوابعه وندينه ونقول أنه لا يجوز لأحد من المسلمين أن يفعل ذلك أيًا من كان.
وللحق نقول: أننا والله لا ندري من قام بهذه الفعلة الشنعاء؛ فإن كان مصريًا مسلمًا فإني أتوجه إليه بسؤال:
لماذا فعلت ذلك؟ ومن أشار عليك بهذا؟ ومن أفتاك بجوازه؟
قال الحسن: ما من فعلة وإن صغرت إلا وينشر لها ديوانان: لمَ وكيف.
لماذا فعلت ذلك؟ ومن أغراك؟ ومن خدعك؟ ومن ضللك وأغواك؟
- إن زعمت أنك تعرف دين الله وتعمل للتمكين له في الأرض؛ فنقول كما قال عمر لخالد: أخطأت إستك الحفرة. فهذا والله بعد تجارب السنين ومعاناة المناهج لا يزيد التمكين إلا بُعْدًا ويُكَثِّف الأذى بعد هذه التصرفات الصبيانية على المسلمين وعلى العمل الدعوي.
- وإن قلت أنك تريد إحداث نِكَاية في النصارى:
فأولاً: لا يحل لك ذلك والدليل الحديث السابق فقد أَمِنَنَا القوم على أنفسهم وعلى أموالهم فلا يَحِلُّ الغدر ولا النُّـكث فهم أقلُّ القول فيهم أنهم معاهدون وقد تآزرت الأحاديثُ والآثار على تعظيم دم المُعَاهد وحرمته.
ثم أين النكاية التي زعمت لعلك بعدما رأيت توابعها تعلم مبلغ شناعة فعلك وجراءة جرمك وما جرت على المسلمين.
إنني أُشهد الله تعالى وأقولها خالصة لوجه الله أن هذا العمل لا يحل ولا يجوز ولا ينتسب للشرع من قريب أو بعيد وإنما هي فعلة مخذول أو مفتون أو من أحد من غير المسلمين وهذا واردٌ أيضا.
وإن كان الفاعل من غير أهل مصر كما قال البعض أنه وصلت تهديدات خارجية فإننا نقول : اتقوا الله فينا وابقوا عندكم فيما أنتم فيه وكفوا عنا أذاكم عافاكم الله دعوا مصر في حالها ونحن أعلم بفضل الله بأحوالها فلا شأن لكم بنا وارفعوا أيديكم عن دعوتها ولا تتدخلوا في مصير لا تعلموه؛
أما إن كان من غير المسلمين فنسأل الله عز وجل وهو العلي القدير أن ينتقم من كل من أراد ببلادنا شرًّا وأذًى.....
ونسأله سبحانه وهو القوي المتين أن ينزل رجزه وعذابه إله الحق على القوم الظالمين وعلى المجرمين الآثمين.... ونسأله سبحانه وهو اللطيف الخبير أن يصرف عنا وعن بلاد المسلمين الأذى وأن يَكُفَّ بأس الذين كفروا وأن ينتقم ممن يروع الآمنين وأن يديم الأمن والأمان والسلامة والإسلام على ربوع مصرنا العزيزة وسائر بلاد المسلمين.. آمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله والحمد لله رب العالمين؛
وكتبه
محمد بن حُسين آل يعقوب
في ليلة 3 / 1 / 2011