قرية ظالمة
«قرية ظالمة» .. هي بالطبع ليست قرية باويط وإنما هي رواية من أجمل ما كتب د.محمد كامل حسين الذي عاش في الفترة ما بين مولده 1901 الي وفاته عام 1977 ، وكان جراحًا بارعًا وأستاذًا نابها ، تفوق فى الطب فكان يُعَدّ رائد طب العظام فى مصر، ونال جائزة الدولة فى العلوم عام 1967، فأصبح بذلك أول مصرى يحوز جائزتى الأدب والعلوم. وله عدة كتب تتناول اللغة العربية والأدب والنقد والطب والعلوم، ومن أهمها «الوادى المقدس» ، و« قوم لا يتطهرون» ، و«الذكر الحكيم» و«اللغة العربية المعاصرة» ، و«التحليل البيولوچى للتاريخ» و«وحدة المعرفة».
«قرية ظالمة» .. رواية يراها البعض أجمل ما كُتِب عن الأيام الأخيرة للسيد المسيح ، تناول المؤلف فى هذه القصة بأسلوب راق وسرد شائق مشكلات الإنسان النفسية والفكرية والاجتماعية المزمنة. وقد ترجمت إلى لغات عديدة كالإنجليزية والفرنسية والإسبانية والهولندية والتركية، واستحق من أجلها جائزة الدولة فى الأدب عام 1957.
«قرية ظالمة» .. رواية تتمحور حول أورشليم وذلك اليوم الذي أجمع فيه بنو إسرائيل أمرهم على صلب المسيح ليقضوا على دعوته ، و ما كانت دعوة المسيح إلا أن يحتكم الناس إلى ضميرهم في كل ما يعملون و يفكرون ، فلما عزموا أن يصلبوه لم يكن عزمهم إلا أن يقتلوا الضمير الإنساني و يطفئوا نوره، و هم يحسبون أن عقلهم و دينهم يأمران بما يعلو أوامر الضمير، و لم يفطنوا إلا أن الناس حين يفقدون الضمير لا يغنيهم عنه شئ .
«قرية ظالمة» .. رواية تقدم ذلك اليوم بمعالجة متميزة و متعمقة جداً، حيث ناقش مؤلفها العديد من القضايا المجتمعية التي دائماً ما تؤرق الإنسان، و ركز بشكل أقوى على قضية الضمير الإنساني أهميته للإنسان، و اختلاف هذا الضمير لدى الفرد عنه لدى الجماعة عند القيام بسلوك ما ، كما تعرض لقضايا أخرى مثل عدل الله ووجود الشر في الحياة ، وأيضاً قضية الدين و المنطق( العقل) ، والماديات والمعنويات، كل ذلك من خلال حوارات (شائقة) بين أشخاص الرواية ذات الطابع الفلسفي الجدلي.
«قرية ظالمة» .. رواية تتطرق الي أمور وأفعال بشرية باتت تمارس بشكل كبير في زماننا الحالي والتي تتمثل في الظلم وانعدام الضمير وقمع جماح كل صوت ينادي بالحق والقيم السامية..وهذا بالطبع ما فعله بنو اسرائل مع السيد المسيح عليه السلام حينما ناشدوا الرومان على صلبه بذريعة أنه ينادي بقيم تشكل خطرا محدقا بأورشليم أو بالأحرى لقطع دابر صوت الحق الذي لربما سيخدش جدار الغلو والسمو الذي بنوه حول أنفسهم وهو بذاك سيساوي بينهم وبين من هم أقل شأنا منهم.
«قرية ظالمة» .. رواية يختتم أحداثها د.محمد كامل حسين بالتأكيد علي أن الناس لو كانوا متعظين بشئ لكانت لهم في ذلك اليوم عبر و عظات. و لكنهم لا يتعظون أبداً. و قد علموا كيف ضل أهل أورشليم ضلالاً مبينا، حين عصفت بهم قوى متباينة، فيه الخير و الشر فغلب الشر الخير و غلب الضلال الهدى و هم لا يدرون ما يفعلون ، ففي أحداث يوم الجمعة ذلك ، كما يقول ، كل عوامل الضلال و الخطأ، و في كل يوم من أيام الحياة تتكرر مآسي ذلك اليوم. فليتدبر الناس هذه العوامل، و ليجتنبوها، وسيجدون بعد ذلك أمامهم مجالاً واسعا لعمل الخير ، يسعدون به فينعمون بحياة طيبة جميلة.
***