من أنا ؟
أنا انسان يدعونني بالإنجليزية Human وباللاتينية Homo sapiens i .. أنا انسان ، وكلمة إنسان في كلام العرب ترجع إلى معنيين : الظهور وهوعكس الجن ، والنسيان. فقد أورد ابن منظور عن ابن عباس قوله: "إنما سمي الإنسان إنسانا؛ لأنه عهد إليه فنسي"، إذ يقول القرآن بهذا الصدد: "ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما". وبهذا قال الكوفيون: إنه مشتق من النسيان.لذا فإن معنى الإنسان في كلام العرب يعني الظهور، والنسيان.
أنا كائن حي من الثدييات الرئيسية أمشي على قدمين وأنتمي الي جنس البشر , وأنا العاقل الوحيد أمتلك خلافا لبقية الحيوانات على الأرض دماغاً عالي التطور، قادر على التفكير المجرد واستخدام اللغة والنطق والتفكير الداخلي الذاتي وإعطاء حلول للمشاكل التي أواجهها ( يعتبر دماغي من أعقد أعضاء جسمي حيث به أفكر وأترجم الأفعال الصادرة عن جسمي ، ولابد أن اشير الي ضرورة التفريق بين العقل والدماغ حيث ان الدماغ يوجد في معظم الكائنات الحية بينما العقل أختص به أنا ولا احد غيري يتميز به .. فدماغي هو المسؤل عن حركتي المادية التي تشمل السيطرة الكاملة على اعضاء جسمي الخارجية والداخلية بينما عقلي هو المسؤل عن حركتي اللامادية كالمشاعر والوجدان والاعتقاد. ) ، ليس هذا فحسب بل إنني أمتلك جسما منتصبا ذا أطراف مفصلية علوية وسفلية يسهل تحريكها وتعمل بالتناسق التام مع الدماغ وهي خاصية تجعل مني المخلوق الوحيد على البسيطة الذي يستطيع توظيف قدراته العقلية والجسمية لصناعة الأدوات الدقيقة وغير الدقيقة التي أحتاجها.
أنا كائن إجتماعي بطبعي ولكنني ، وبشكل فريد , بارع في استخدام نظم التواصل للتعبير عن الذات وتبادل الأفكار والتنظيم ، لذا فإنني أقوم بتنظيم هياكل اجتماعية معقدة بالمشاركة مع مجموعات متعاونة ومتنافسة بدءا من تأسيس العائلات وانتهاءً بالأمم.
انا أتميز عن غيري من المخلوقات بحسي الجمالي وتقديري وتذوقي للجمال الأمر الذي بعث بداخلي الحاجة للتعبير عن الذات والابداع الثقافي في الفن والأدب والموسيقى ، فأنا أرغب دوماً في الفهم والتأثير على محيطي البيئي وحاجتي للبحث والاستفسار عن الظواهر الطبيعية ومحاولة فهمها ومعرفة القوانين التي تضبطها ، وكان نتيجة لتميزي هذا أن وصلت الي وعرفت العلوم والفلسفة والميثولوجيا والدين ، كما أنني أتميز بالنظر للامور بنوع من الفضول والتبصر الأمر الذي قادني إلى اختراع الادوات الدقيقة وتطوير مهاراتي ونقلها لأقراني عن طريق التبادل الثقافي.
أنا المخلوق الوحيد الذي أقوم بإشعال النيران وطهي طعامي والمخلوق الوحيد الذي أقوم بارتداء ملابسي واعتماد عديد من التقنيات التي تساعدني على زيادة فعالية ما أقوم به من أعمال .
أنا من صنع الله جسمي بکافة تفاصيله من الطين ثم قام بنفخ الروح فيه ، وقد ذكر الله خلقي في القرآن اذ أشار تعالي الي خلق أبي (آدم) من الطين (الحمأ المسنون) کالصلصال أو کالفخار ثم قام بنفخ الروح فيه ، وكان أبي آدم عليه السلام أول الأنبياء يسكن الجنة لكنه فعل ما من شأنه أن يجعل في حياته التعب والمشقة , اذ ترك الأولى. أي كان الأولى به ألا يأكل من الشجرة , لأن الأكل منها يستلزم المشقة في الحياة ولكونه فعل فقد هبط بأمر الله منها الي الأرض مستقراً له ولي من بعده .
أنا انسان له تاريخ يقسمه المؤرخون والبحاثة إلى فترات زمنية :
(1) العصر الحجري القديم: بدأ مع ظهوري على سطح الأرض، واستمر حتى العام 10000 قبل الميلاد. وكنت كما يقولون ، أنا لا أتذكر ، في هذا العصر اعتمد على التنقل من مكان لآخر، وأعيش على الصيد , وأصنع أدواتي من العظام والحجارة ، وفي هذا العصر تعلمت إشعال النار.
(2) العصر الحجري الحديث: ويبدأ من العام 10000 حتى العام 4000 قبل الميلاد، وفيه عرفت الاستقرار حيث دجنت الحيوانات وعملت في الزراعة.
(3) عصر الحجر والمعادن: وهو العصر الذي بدأ بعد العام 4000 قبل الميلاد، وفيه تعرفت على المعادن وطرق صهرها ، وصنعت الأواني من أدواتي من الحجر العادي وهناك أثار ونقوش في عديد من المناطق تحاول أن تذكرني بهذا العصر .
(4) عصر الكتابة والتدوين ، ويمتد منذ عرفت الكتابة حتي الان حيث طورت فكري ودونت كل ما افكر فيه وما أفعله مما شكل معرفة تراكمية ساعدتني الي الوصول الي ما أنا عليه من تطور في كافة العلوم والفلسفة .
أنا امتدين بطبيعتي فقد عرفت الديانات منذ أن بدأت أعي وألاحظ ما حولي من مظاهر طبيعية حيث بدأت أتساءل عن القوى التي خلقت هذا الوجود ، وفي عصور ما قبل التاريخ مارست طقوس عبادات متعدد مثل عبادة النجوم والأوثان والجبال والاشجار والاسلاف ففي العراق وبلاد الشام عرفت الديانة البابلية السامرية والكنعانية وهي ديانات وثنية ، وفي مصر عرفت الديانة الفرعونية التي كانت تعتقد بأن الإنسان يحيا بعد موته حياة ثانية ويحاسب ويثاب على حياته الأولى ، أما في الهند فقد عرفت الديانة الهندوسية والبوذية ، لكنني عرفت مع هذا الديات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام :
(1) اليهودية التي هي أقدم الديانات التوحيدية نزلت على النبي موسى عليه السلام في مصر أثناء وجود بني إسرائيل فيها ويؤمن أتباعها بوحدانية الخالق كما هي مبينة في الاسفار الخمسة للتوراة والتي تحتوي أيضا على الوصايا العشر.
(2) المسيحية هي إحدى الديانات السماوية التي يُعتَبَر يسوع المسيح الشخصية الأساسية فيها وهو نبي الله عيسى لكن النصارى عضموه فوق حقه و ادعوا الوهيته ، ولا يُعتَبَر المؤسس لها انما من اسسها هم من ضلوا من بعده. جذور المسيحية تأتي من اليهودية، التي تتشارك معها في الإيمان بكتاب اليهودية المقدس "التوراة"، الذي يدعى في المسيحية العهد القديم ، والكتاب المقدس الأساسي للمسيحية يطلق عليه اسم: الإنجيل أو العهد الجديد، وهو بحسب العقيدة المسيحية مجموعة التعاليم التي أتى بها يسوع المسيح ونشرها بين أتباعه ثم قام تلاميذ المسيح الإثنا عشر بكتابة هذه التعاليم بإيحاء إلهي ونشروها في الأصقاع.
(3) الإسلام ، وظهر في الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي على يد النبي محمد بن عبد الله صلى الله علية وسلم ثم بدأ بدعوة الناس إلى اعتناق عقيدة تدعو إلى عبادة الله الواحد الأحد وترك عبادة الأوثان ، وقد انزل الله إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم كتاباً عربياً هو القرآن الكريم يحث علي الالتزام بالتعاليم الإسلامية والقيم الاخلاقية كما هي مبينة في القرآن والسنة والفقه وهو ينظم حياتي بواسطة الشريعة الإسلامية.
***